تشير إحصاءات غير رسمية الى تزايد الأموال التي تنفق على العرّافين والعرّافات في الوطن العربي، وهذا “القط ” بفتح القاف، ورواد هذا التزايد هن النساء، ويقول الإحصاء غير الرسمي إن المبالغ المصروفة على هذا النوع من النشاط “الإنتاجي” يعادل ميزانيتي موريتانيا وجيبوتي!
ولا داعي للسخرية فميزانية البلدين ليست أقل من ميزانية بلد نفطي بعد إنهيارات أسعار النفط التي أصبح فيها سعر برميل النفط الواحد لايكفي لشراء سروال كاوبوي أميركي أصلي!
المشكلة ليست هنا ..المشكلة في ان الظاهرة تعبّر عن يأس مجتمعي من أنظمة عاجزة تماما عن إيجاد الحلول السحرية للمشكلات الاجتماعية و الإقتصادية المتفاقمة، فيصبح اللجوء الى الغيبيات والتنجيم بديلاً سحرياً أيضاً عن غياب الحلول العلمية والواقعية والمنطقية للمشكلات المتفاقمة في مجتمعاتنا !!
أيضا المشكلة ليست هنا ..المشكلة هي إننا سنضطر الى البحث عن العرّافين والعرّافات لنسألهم متوسلين أن يجدوا الحلول لمشكلاتنا السياسية أو التنبؤ بما سيحصل لنا في مستقبلنا الغامض جدا والمشوش تكنو اجتماعيا.
والمشكلة ليست هنا أيضاً ..المشكلة في طبقة البيض السياسية لدينا ، الفاسدة والمنخورة في الفساد ، التي عجزت ظال اربعة عشر عاما من التغيير عن إيجاد أي حل منطقي وواقعي للمشكلات السياسية التي تعصف بالبلاد طولاً وعرضاً !!
طبقة على الإطلاق هي ليست جزءاً من الحل بل هي طبقة منتجة للأزمات، طبقة لاتستطيع التحكم بمسار الأحداث ولا صناعتها ولا التخفيف من توتراتها الناتجة عن غباء هذه الطبقة وقصورها في قيادة البلاد الى بر الأمان!
وأيضا المشكلة ليست هنا! بل إن هذه الطبقة الفاسدة لاتريد أن تعترف بفشلها.
المشكلة أن هذه الطبقة الفاسدة لاتريد أن تعترف إن العقلية التي قادت البلاد فيها كانت سبباً للأزمات المستعصية على الحل حتى الآن فضلاً عن تفاقمها وتراكمها!
سنكون سعداء جداً لو إن هذه الطبقة الفاسدة دلّتنا الى مشكلة جوهرية واحدة فقط واجهتنا وإستطاعت أن تفككها وتحتويها ثم تجد الحلول الواقعية لها !
ستفشل أيضا في وضع الإصبع على الجرح كما يقال.
وبسبب فشلهم العقلي ننصحهم ، نحن المكتوين بالازمات وسنكتوي منها لاحقاً بكل تأكيد ، اللجوء الى العرّافين والعراّفات فربما يكون عندهم الحل والحلول ! وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم!