تقول الحكمة إن التبرير سلاح الفاشلين، ونضيف إن هذا السلاح، يفضح أكثر مما يقنع.
سياسيونا عادة مايعلقون فشلهم على شماعات الامبريالية العالمية واسرائيل، في قضايا الاخفاقات الكبيرة، إما الصغيرة منها، مثل سقوط الموصل، فتعلّق على شماعة المواطن وهو “حايط نصيّص” كما نقول في شعبيتنا الدارجة.
هذه الاستراتيجية السياسية، أصابت بعدواها على مايبدو السيد راضي شنيشل مدرب المنتخب العراقي بكرة القدم، فبعد ان نفضنا أيادينا من أي أمل للترشح الى مونديال روسيا 2018 بعد خسارتنا مع المنتخب السعودي، انبرى السيد شنيشل لتبرير الهزيمة بالقول “ان ما يعاني منه المنتخب الوطني يعود لشح المواهب التي لا تمتلكها الكرة العراقية في الهجوم بسبب سيطرة بعض اللاعبين على هذا المركز وعدم إتاحة الفرصة للمواهب الشابة في البزوغ وكسب الخبرات الدولية”.
وهي إشارة واضحة الى المهاجم يونس محمود وجيله الذي هو ابرزهم وكان محط جدل ونقاش في صحة أو خطأ عدم استدعائه الى المنتخب.
لن أدخل في التفاصيل الفنية ولا تحليل المباريات، فلست محللاً رياضيا، ولست ممن يدس أنفه فيما لاعلم له به، لكني على الأقل مشاهد جيد ومتابع لمنتخبنا العراقي، الذي قدم أسوأ مايمكن تقديمه في هذه التصفيات التي كان بالإمكان ان نترشح عنها، لسبب بسيط هو إن كل المنتخبات فيها كان بالامكان تجاوزها..أما لماذا لم نتجاوزها؟ فالاجابة عند الضالعين بكسر شوكة الكرة العراقية وهيبتها التي هي من هيبة الوطن!
أقول ان سياسات التبرير والهروب الى الامام وتعليق الفشل على شماعات الآخرين في مجال السياسة، بل وحتى في مجال فشل العلاقات العاطفية، هي سياسات هروبية، تفتقد الى الجرأة الكافية للوقوف على الأخطاء ومكاشفة النفس والناس ووضع الاصابع على مكامن الجرح والتقيح وأسباب المرض.
سياسات يفتقد أصحابها ومروجوها الى الشخصية القوية الجريئة لقول الحقيقة، كل الحقيقة، ومكاشفة الجمهور، أياً كان نوعه وصنفه وإهتماماته، وهي مكاشفات سيحترمها الجمهور ويتفهمها، بدل أن يسخر من التبريرات التي تكرّس الفشل وتمدّه بالحياة والمطاولة، والسير باتجاه الطرق الملتوية التي تودي الى المزيد من الفشل.
ولاحظنا كيف إن غرق بغداد كان بسبب صخرة عبعوب الشهيرة..
وسبب فشل العملية السياسية هي فيضانات في جزر الواق واق.
والفساد المالي الذي نخر البلاد ومازال بسبب حمديه أم اللبن..مع إحترامنا الشديد لها.
وأخيرا وليس آخرا كما يبدو، إن سبب فشل منتخبنا هو يونس محمود الذي لم يتم استدعاؤه أصلا الى المنتخب.
وإلى إنتصارات قادمة بعونه تعالى..!