صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

انعطافات سياسية من الحكيم الى الخنجر

 

بغض النظر عن الكلام المجاني المتخم بالاتهامات غير الموضوعية، الا ان المشهد السياسي الحالي، يشهد انعطافات سياسية ستلقي بظلالها على اللوحة السياسية في البلاد، وستكون الانعطافات إيجابية فيما لو توافق الخطاب المعلن وأهدافه مع السلوك السياسي.

 

عمار الحكيم انعطف بتوجهاته وخلع رداء المجلس الاعلى، في حركة كانت متوقعة، الا انه فاجأ الجميع بتوقيتها وعمقها، بإعلانه تيار الحكمة، وكما كان متوقعا فقد انضمت اليه غالبية تشكيلات المجلس، تاركة “نخبة” من الحرس القديم للمجلس تعاني من الصدمة ولم يبق بيديها غير التهافت على إرث المجلس من مكاتب وأموال وديون كما قال احد القياديين في تيار الحكمة،  ولأول مرّة نكتشف أن تياراً إسلامياً واسعا يعاني من الديون!

 

انعطافة بارزة للمشروع العربي في العراق الذي يقوده خميس الخنجر، الذي تحوّل من المعارضة التامة للحكومات المتعاقبة، خصوصا بعد سرقة فوز القائمة العراقية التي كان عرّابها في انتخابات 2010، الى الدعوة للمساهمة الفاعلة في الحياة السياسية عبر بوابتها العملية السياسية والالتزام بالدستور مع السعي لتغيير بعض بنوده موضع الإختلاف.

 

والمشروع العربي ربما يكون الوحيد الذي لا تنطبق عليه توصيفات اللويزي، في نظرية التشظي من أجل المزيد من المكاسب السياسية، فالخنجر، حصل رسميا من المفوضية علامة الرضى كحزب سياسي يحق له خوض المشاركة في العملية السياسية وخوض الانتخابات على تنوعاتها، وحضر وفد من المفوضية مؤتمره التأسيسي الأول وأشرف على عملية الانتخابات الحزبية التي قال عنها الوفد المفوضي انها جرت بانسيابية وشفافية.

 

ويمكن القول إن أبرز التحولات هي التي جرت في المشروع العربي لأنه كان خارج العملية السياسية، بفعل تعقيدات المشهد السياسي في البلاد، وتحولت قيادات شيعية مهمة، بعضها ناصبته العداء، من مربع العداء للمشروع الى مربع التفاهمات واللقاءات وربما التنسيق للمرحلة القادمة في البلاد، وهي ماتسمى “مرحلة مابعد داعش”!!

 

سليم الجبوري.. يفاجئ الاخوانجية بامتناعه عن حضور اجتماع للحزب الاسلامي ويسعى لتشكيل حزب بحسب النائب عبد الرحمن اللويزي الذي قال، إن رئيس البرلمان والقيادي في الحزب الإسلامي العراقي سليم الجبوري قام مؤخرا بتشكيل حزب سياسي جديد لخوض الانتخابات المقبلة اطلق عليه اسم (وطن)، مؤكداً أن الخطوة تأتي ضمن خطة الحزب الإسلامي لدخول الانتخابات بأكثر من قائمة وحزب)!!

 

حديث شبه مؤكد عن محاولات للدكتور حيدر العبادي لطلاق توجهات المالكي بالثلاث والانطلاق بحزب جديد لن يخرج من عباءة الدعوة، لكنه لن يكون الدعوة بنسخة محسنة، والأرجح أن يحلق العبادي خارج فضاء دولة القانون التي يحكم السيطرة عليها نوري المالكي!!

 

ربما تشهد المرحلة القادمة ليس تنسيقا فقط بين هذه الأطراف بل اندماجات حزبية بما يسمح به قانون المفوضية لخوض الانتخابات القادمة بشقيها المحافظاتي والنيابي.

 

والأكيد أنه قبل استنزاف الوقت للوصول الى صناديق الاقتراع ينبغي حل الكثير من العقد البنيوية التي تجعل الانتخابات ممكنة والتحولات السياسية مجدية!!

 

أقرأ أيضا