صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ترتيبات مابعد داعش.. عهد الحوارات الجديدة!

السؤال الشاغل منذ انطلاقة عمليات تحرير نينوى هو :

 

ماذا بعد داعش ؟

 

وهو سؤال في اروقة النخبة السياسية فضلا عن الشارع العراقي المتخوف من مشهد مجهول على المستويين العسكري والسياسي.

 

والسؤال مشروع بقدر أهميته ، كما ان الحصول على إجابة شافية للجمهور حق مشروع أيضا ، لان من يدفع ثمن الفاتورة في النهاية هو هذا الجمهور الذي جرى التلاعب به وبمستقبله ومستقبل البلاد عموماً!

 

يبدو لي إن السيد العبادي يعمل بهدوء على رسم لوحة المشهد القادم ، مشهد مابعد داعش ، وإن يكن عمله ليس شفافاً ، لاعتبارات إن من يضع العصي في دولاب عربته كثر وأقرب ربما مما يتصور ويعتقد !

 

التسريبات تقول إن جهوداً حثيثة لايجاد مخرج لقضايا طارق الهاشمي ورافع العيساوي ،تجري برعاية متأنية وحذرة من قبل العبادي الذي يريد أن يخرج من الموضوع مثل الشعرة من العجين بغطاء قانوني وقرار سياسي جريء ، بتطمينات داخلية واقليمية ودولية من إنه لن يكون انتحارا سياسياً له.

 

كما أن اجتماع انقرة الثاني جمع الى جانب الرجلين الشيخ خميس الخنجر الذي فتح باباً واسعة برسالة له الى السياسيين السنّة والشيعة وجمهوره يقول فيها إن المؤتمر القادم لتنظيمه المشروع العربي في العراق سيكون قريبا وقريبا جدا في بغداد ، كما اثنى برسالته على قيادة الحيدري وامتدح وزارة الداخلية على عملها الوطني وأشاد بالقضاء الذي “برزت مؤشرات ايجابية على إستقلاليته”، والأكثر أهمية من ذلك ان الرجل بشر بعهد جديد في العراق “يضمن سيادة العراق وعدم عودة التطرف بكل الوانه”.. وهو خطاب جديد يتناغم مع توجهات العبادي في ضرورة الإستماع الى الآخرين المختلفين والعمل على إنقاذ العراق من الكارثة سويا ن ويأتي في إطار هذه الطبخة توجه العبادي الى السعودية في زيارة ستترك آثارها على مستوى التفاهمات خصوصا مع القوى السنية بكل تلاوينها.

 

والتسريبات تقول إن لقاءات ستجري بيت قيادات سنية ربما الخنجر وشيعية ربما الحكيم ، كانت مستحيلة حتى وقت قريب ، رغم الرسائل المشفره السابقة التي كانت ترسل عبر الوسطاء و مطفئي النيران .. وربما هناك لقاءات على مستويات أخرى ستفتح الابواب التي كانت مغلقة أو عصيّة على المفاتيح الصدئة!
هل هناك صورة واضحة للمشهد القادم ، الى درجة ان “الأخوة الأعداء ” سيتبادلون التفاهمات والانخاب من أجل ” العهد الجديد”؟

 

هل ستروّض الافكار الجديدة عناد الواقع وتعقيداته وصلابة المتربصين لما بعد داعش بعقليات الاستحواذ والتهميش ولغة الأكثرية والأقلية التي دمّرت البلاد؟

 

هل سيمضي العبادي الى أخر الشوط مع حلفائه الجدد والصالحين من القدامى الى نهاية الشوط لنرى عهداً جديدا حقيقياً وليس عبر البيانات والوعود؟
أسئلة من هذا الطراز وغيره تشغل الشارع العراقي حقيقة ، الشارع الذي يتوجس من مابعد داعش التي ارعبونا بها ساسة المصالح والصفقات السريًة!
سننتظر ونرى.. والحكمة في العبور وليس في النوايا الحسنة!

أقرأ أيضا