صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ثمانية أيام على “عزلة” قطر

 

عاملا الوقت وإيجاد الوسيط المؤثر باتا هماً قطريا اكثر من كونه تخطيطا واشتغالا دبلوماسيا على حلحلة خيوط الازمة وازاحة طوق عزلتها من المياه الخليجية وفضائها العربي.

 

ثمة اضواء في النفق لكن سرعان ما تتلاشى. تناقض الخطابات والمواقف لـ”دول المقاطعة”، يدخل قطر في ازمة نفسية ما اعتادت عليها من قبل وهو ما قد يدفعها الى الاستسلام  وتقبل جرع المهدئات الاميركية. لكن ربما حسابات الغاز والاقتصاد التي بدأت تثير جدلاً حول من يملأ الفراغ سيغير وجه الصراع والتوقيتات المرسومة لاختناق الدوحة بما يكفي لطمأنة مخاوف الملك سلمان.

 

المملكة تسعى في ازمتها المفتعلة بذريعة الارهاب ومحاربة التطرف، ازاحة قطر عن موقع المنافسة ودفعها للجلوس على مقعدها المخصص لها في جغرافية المساحات والحجوم. محاولات عدة وغايات اكبر لم يكن همها الأول  في تعطيل الشراكة القطرية مع ايران في اكبر حقول الغاز العالمية. وكذلك لايكتب لها الانتهاء في تصفية قوائم المطلوبين التي يحتضنهم تميم بن حمد.

 

لكن الغاز المسال يتجاوز تلك المقاسات رغم ما دفع للعاهل الأميركي في الرياض على هامش قمة الـ56 دولة في ايار الماضي لتجد واشنطن نفسها في مأزق لصفقة مشبوهة وقعها ترامب دون ان تأخذ بنظر الاعتبار ان روسيا ستكون اول المستفيدين في سد النقص لدى دول الباسيفيك والعواصم الاوربية من الغاز القطري الذي يوفر ما مقداره 30% من الاحتياج العالمي.

 

التقاطع الخليجي مع الدولة الصغيرة، يبدو أنه صنع على عجل من الامر ودفعت فواتيره مسبقا الى تاجر البيت الابيض قبل كتابة المضامين ووضع خارطة اللعبة. الأمر لا يحتمل التفسير المركب والمعقد وهو ما تجلى واضحاً خلال الثمانية ايام الماضية في عجز وفشل تصدير اسباب الازمة الى الاعلام بشكل مقنع.

 

لا نية لاسقاط عرش تميم. الدول الغنية لاتهوى إلى الأرض سريعاً دون مقدمات وفترة احتراق زمني كافٍ، رغم كل ما يجري من تحشيد خليجي وعربي حول ذلك الأمر. تجار النفط لا يملكون قرار سقوط الاخرين ولكن يدفعون اثمانها مضاعفة لدى سيادة صاحب حق تقرير المصير في البيت الابيض.

 

ما بقي من الأزمة والحديث فيها. ان سلوكيات الملوك والأمراء والرؤساء في تلك المنطقة كشفت ان الهول الايراني ومقدرة سليماني على قراءة الاشارات في القارات السبع تأتي من قصر قامتنا العربية وخيبة انفسنا بان نكون من تلك الأمة.

 

 

كاتب وطالب دراسات عليا في مجال الصحافة
alialkateb837@gmail.com

 

أقرأ أيضا