صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حتى لحظة إطلاق الرصاص

 

من منتجع الخديعة ينبثق لنا بشر من سخام، أسماؤهم محفورة في جسد الفساد والنفاق ، يرتدون البدلات الفاخرة يتمنطقون بالكلام المشوش يعزوننا بالتوابيت التي أصبحت واجهات لحياتنا المترفة بالدم.

 

حتى العاهرات شددن الرحال الى فضاء نظيفة بالمتعة والزبائن الفقراء، فقراء هذا الوطن، حين يبحثون عن المتع البريئة، راكلين مشهد الدعارة السياسية بأحذيتهم المهترئة رافعين شعار  الموت من أجل الوطن المنكوب!!

 

السكاكين المشحوذة الهمم تنغرس في أكباد رسل الحياة من الأطباء والطبيبات وملائكة الرحمة كي يرحلوا الى بلاد الله البعيدة فتغرق البلاد بالبلايا والكوليرا في غير زمن الحب.

 

الكواتم تنتظر الصحفيين على أحر من الجمر لتجندل كلماتهم غير الموبوءة بأفكار القادة المحترمين في أسواق القوادة السياسية المنتشرة في جسد البلاد الغريبة عنهم طولاً وعرضاً.

 

الأطفال المنتشرون على مفارق الطرق يحدقون في السيارات المظللة وهي ترش اجسادهم بمياه قذاراتهم، فينفظونها عن ثيابهم الممزقة منذ أن ولدتهم أمهاتهم أحراراً، فغطاهم هذا الزمان القذر بالبؤس والخرافات والمستقبل الهلامي، بل المستقبل المفقود!

 

الأرامل يتلفعن بعباءاتهن وطهاراتهن ينتظرن أمام مباني الحكومة الفارهة بالمسؤولين الجهلة، يلقون عليهن خطب العفة والوعود الرثة، فيما يتوضؤن بماء زمزم طالبين المغفرة من الرب الذي أشاح بوجهه عنهم، وفي الكتب الموثقة انه الجليل الكريم ركلهم ووعدهم بقاع الجحيم!

 

خمارات البلاد السرّية في الشوارع والمختبئة في المزارع وأسطح البنايات التي هدمتها الحروب ، يرفع زبائنها الكؤوس البلاستيكية محتسين الخمر المغشوش بصحة أولي الأمر منّا ومنهم، وعلى قارعات الطرق يترنح السكارى من رائحة البارود والدم معاً!

 

وحدهم هي البلاد لهم أولئك الذين انبثقوا من رحم الدبابات الغريبة، مقتفين آثار التأريخ وأكاذيبه وحروبه وصراعاته لينتجوها لنا أفقا للحاضر الزاهر بالفوضى والمستقبل المكتوب في مانشيتات الصحف!

 

وحدنا هي البلاد لنا في أحلامنا وكوابيسنا المرعبة وغرف نومنا المرتجفة من زوار الفجر.

 

ولماذا الفجر؟

 

فالزيارات الوحيدة التي أتخمت حياتنا مع دقات ساعات الحائط المثقوبة بالعويل المفاجىء، هي زيارات الملثمين.

 

ولماذا من الملثمين؟

 

فكل الأوراق مكشوفة.. والقاتل معروف فيما سيبقى القتيل مجهولاً حتى لحظة إطلاق الرصاص!

 

أقرأ أيضا