الله يكون في عون الشعب العراقي عندما يكون “شعيط ومعيط وجرار الخيط” هم من يتصدون لمهمة توصيفه ومن ثم الصاق الصفات به.
آخر توصيف للعراقيين هو انهم شعب لا يستحي، وفارس هذا الاستنتاج اعلامي، هو بالاساس لايستحي، هو لم يقلها من عظمة لسانه كما يقال، لكنه روّج لها على لسان شاعر، وهذا المخبول استند الى تحليل للشخصية العراقية كما جاءت عند العلاّمة العراقي علي الوردي من إن العراقيين من حملة جينة “مزدوجو الشخصية” وليس الجنسية، ورصد الوردي ظواهر ذهبت مع تحليلاته الى المذهب نفسه.
إذا كان الحديث عن تقلبات ولاءات الشعوب للأنظمة وانقلابها عليها، التي أريد فيها نموذجا للشعب العراقي، فان الأمثلة لدى شعوب العالم لاتعد ولاتحصى، إن كانت شرقية أو غربية، الشعب الروسي مثلا كان يقبل الارض التي يمشي عليها القيصر رغم حجم ظلمه، لكن الروس حين حدثت ثورة اكتوبر عام 1917 قتلوه مع عائلته وخادمته الشخصية ونهبوا قصره بما فيه، الايرانيون وصلوا الى حد تأليه الشاه ثم انتفضوا عليه مع اول بادرة احتجاج، الشعوب الاوربية لما سميّ بالمعسكر الاشتراكي انقلبت على انظمتها الشيوعية مع تحلل الاتحاد السوفيتي وهي انظمة قائمة على الولاء الايديولوجي المطلق، الالمان انقلبوا على هتلر مع اول انكسار عسكري له، والعراقيون انقلبوا ايضا على مختلف انظمة الحكم التي توالت عليهم.. والسبب في كل هذه التقلبات لدينا ولديهم هو غياب العدالة الاجتماعية، وستستمر هذه التقلبات الآن والى يوم الساعة بغياب العدالة الاجتماعية التي تشعر الانسان بالانتماء الحقيقي وتقوده الى الموقف الحقيقي الذي يؤمن مصالحه ويطمئنها.
ولأن هذا الذي لايستحي، أراد أن “يثبت” وجهة نظره، فقد اتكأ على الاحداث السياسية التي مرت بها البلاد ومواقف الشعب العراقي منها، فكانت فضيحته حين وصوله الى صفحة مرحلة سقوط صدام ، فكان وقت مقطع الانقلاب على صدام ثوان معدودة فيما ذهب الى مشاهد النهب التي رافقت السقوط، ليثبت ان العراقيين لا يستحون حين انقلبوا على صدام مع لحظة سقوطه، وهذا الانقلاب ليس الا سمة من سمات الحرامية، متناسياً ان النهب الذي حصل هو لحظة تاريخية فاصلة عبّر عنها الشعب العراقي بطريقة سيئة نتيجة انعدام الاحساس بالانتماء للدولة العراقية بسبب حجم الظلم الذي تعرض له منها!
علي الوردي وصف ظاهرة سايكولوجية وسلوكية لدى الشعب العراقي، ولم يذهب الى توصيف الشعب كحرامية أو انتهازيين ولم يلصق بالعراقيين اية صفة تسيء اليهم كشعب، وهي من سمات العالم والباحث الرصين والمحايد الراصد للظواهر.
الشخصية المزدوجة، شخصية قلقة وباحثة ورافضة، وهي سمات إيجابية وليس شخصية لاتستحي أو فاقدة للقيم الانسانية ، لكن “صاحبنا” تبنى التعريف الساذج للشخصية المزدوجة فكشف عن عورته حين أسقط نفسه علينا!
ولو اخذنا تبنيه الساذج لتعريف الشخصية المزدوجة، كشخصية متقلبة وانتهازية، فهي تنطبق عليه “فصال ولبس”، واستنتاجاً فهو لا يستحي، وقيل ان لم تستح فافعل ماشئت أو قل ماشئت وهو في كلاهما شاطر!