صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

هدية الدم!!

 

في الوقت الذي يسفك الدم العراقي الغالي في سوريا، دفاعا عن نظام بشار الأسد، تحت شعار “الدفاع عن المقدسات” يقدم لنا الأسد والسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني هدية العيد حباً بنا واعترافا بفضلنا و”تصخيما” لوجوه الزعامات السياسية العراقية الشيعية منها والسنيّة.

 

هدية من دم هي آخر تقليعات الموسم، رغم أن الأسد أباً وابناً لم يقصروا معنا، الشهادة لله والتأريخ، في مواصلة إرسال هدايا الدم هذه، حتى أننا في زمن القائد الضرورة قدمنا شكوى الى مجلس الأمن مطالبين بها إيقاف الكرم الأسدي السوري الذي أغرقنا بهدايا الدم المشؤومة.

 

ولأننا شعب لا مدافع عنّا بشكل حقيقي فقد تم لفلفة الشكوى لأن المعادلة اختلفت واللعبة تغيرت، بعد أن دفعنا دماً كافياً في لعبة جهنمية تسمى لعبة الحرب بالوكالة!

 

دون الدخول في التفاصيل، لأن الفضيحة أزكمت الانوف والعقول والنفوس والضمائر، بوقاحة غريبة وماهي بغريبة.. نقل مئات الإرهابيين الدواعش الى الحدود العراقية السورية في صفقة التخلص من النفايات لتكوّم على حدودنا كي “نبتلش” بهم، أمر مرفوض!! لاننا نقول دائما اننا نحارب الارهاب نيابة عن العالم، وها هما السيد حسن وبشار يختبران شعارات حكوماتنا العتيدة والشريفة!!

 

سنقبل التحدي.. لكننا نسأل:

 

ماذا لو تفاوض حزب عراقي أو مسؤول حكومي مع فصيل من فصائل داعش لإخراجهم من الموصل على سبيل المثال لنوفر الدم والدمار؟

 

ماذا لو حدث الشيء نفسه في تلعفر؟

 

لماذا يتخلصون من نفاياتهم على حدودنا منقذين أهاليهم ومدنهم ونحن نحكم الطوق عليهم ونمنعهم من الهروب من الموصل للذهاب الى مقرهم الرئيسي في سوريا، حفاظا على حق الجيرة؟

 

لماذا يهمنا دمهم ولا يهمنا دمنا؟

 

لماذا تهمهم مدنهم ولا تهمنا مدننا؟

 

لماذا لا يشعر المسؤولون في الحكومة والبرلمان بالعار من هذه الفضيحة وهم يبررون الصفقة على شاشات الفضائيات؟

 

وللقادة الشيعة تحديداً.. هل فهمتهم كيف يحمون أوطانهم وانتم تنحرون شبابنا على مذبح خلاصهم ومصالحهم؟

 

وللعبادي.. هذا هو ردك المفعم بالوطنية “أمر غير مقبول”، وأنت من رفعت شعار المعركة للدواعش “إما الموت أو الاستسلام”، فاشهد على الخيار الثالث!!؟

 

وللبرلمان.. ألا يهدد ما حدث تهديداً للأمن القومي العراقي، ولكن أينكم من الأمن القومي والوطني والمحلي “عرب وين.. طنبوره وين”!؟

 

وللمحللين السياسيين من فاقدي الضميرين الانساني والمهني.. هل حقاً إن الصفقة كانت بشروط الدواعش الذين اختاروا مكان “الهجرة”؟

 

إذا كان هذا صحيحاً.. فإن الشعارات كلّها سقطت، وإن كانت بشروط فان الشعارات يجب أن تسحق بالأحذية عن الممانعة والمقاومة وهزيمة الدواعش؟

 

ماذا لو تفاوضنا مع الدواعش في الحويجة، وبقية الأماكن المتواجدين فيها، وقلنا لهم امامكم خيار ثالث “سنوصلكم بحافلات مكيّفة انتم وعوائلكم وسلاحكم وفكركم مع وجبات طعام “تيك اوي” الى الحدود السورية وإذهبوا الى خلافة الرقة بالسلامة.. ماذا كان سيقول الاخوان السيد حسن وبشار؟

 

أسئلة لن يهتم أحد من القيادات العراقية بالإجابة عليها لأن طريقنا هو.. المزيد من سفك دمائنا من أجل أن ينام الآخرون برغد؟

 

والكلام الأخير: العار ليس على من عقد الصفقة، فقد تقتضي المصالح أمورا كثيرة.. لكن العار علينا نحن الذين نسكت في حين تنسكب نفايات الآخرين على رؤوسنا!

أقرأ أيضا