أعزّنا الله بجوقة من الوزراء والمسؤولين تحسدنا عليهم شعوب الله، ويبتهلون على العزيز القدير أن يمّن عليهم بمثلهم، ولكن هيهات، فنحن الشعب الذي يستحق مثل هؤلاء المسؤولين الفطاحل الذين “ماجابتهم جيّابة”.
لكنهم غير معصومين، ولديهم مجرد هفوات، حالهم حالنا وبقية البشر.. وزير النقل الجديد وهو من حقيبة التكنوقراط الفارغة، وبعد ان أسعدنا باكتشاف المركبة الفضائية الاولى التي انطلقت من محافظة ذي قار العزيزة قبل 6666 آلاف سنة بالتمام والكمال، عاد ليكمل علينا الفرحة، فنكتشف انه طيّار مدني من الدرجة الأولى وان كلّيات التدريب العالمية الفاخرة تجر الحسرة وراء الحسرة، لانه ليس مدربا لطلابها، لكنه أيضا يخطأ ويصيب، ولايهم ما سيحصل مادام وزيرا.
يقول الخبر “كاد وزير النقل العراقي كاظم الحمامي، أن يتسبب في كارثة جوية أثناء وجوده على متن طائرة كانت في رحلة داخلية من بغداد إلى البصرة”.
وشكل الكارثة حسب مسؤول في الوزارة، أن سيادته دخل إلى غرفة قيادة الطائرة وطلب أن يتولى قيادتها أثناء هبوطها في مطار المدينة، وأن ربان الطائرة طلب من مساعده أن يخلي مكانه للوزير ليقوم بمهمة الهبوط بالطائرة تحت إشرافه، وكان مرافق الوزير يقوم بتصوير الحدث التأريخي الكبير، لكن المسؤول أضاف أن “وزير النقل لم يكن موفقا في عملية الهبوط، وتسبب في ارتطام قسم الطائرة الأمامي بالأرض ما تسبب في ذعر وهلع الركاب، إلا أن ربان الطائرة تدخل وأنقذ الطائرة من كارثة محققة، وتسببت مغامرة الوزير بارتطام جزء من مقدمتها بالأرض في إلحاق أضرار بها أخرجتها من الخدمة وجعلتها في حاجة لأعمال صيانة كبيرة لإصلاحها. ولعلم االقارئ فان عدد الركاب في الطائرة كان 200 راكبا، أراد السيد الوزير ان يتدرب بحياتهم.
هل يكفي هذا لمعرفة مستوى تكنوقراطية الحمامي، بل واستهتاره بحياة العراقيين، إلا إن أحد الخبثاء المعادين للعملية السياسية يقول “كان الحمامي يحاول البحث عن المركبة السومرية الاولى الضائعة بين دربي التبانة والحشاشة”.
أما معالي السيدة الوزيرة عديلة_حمود، فان مهمتها التكنوقراطية كوزيرة للصحة، فهي استيراد “النعلان” الاسفنجية أجلّكم الله وتقول “مواصفات الحذاء الطبي المستورد تتناسب مع سعره وهو مضاد للتيار الكهربائي”.
وفاتها ان كل “النعلان الاسفنجية” عازلة للتيار الكهربائي، وأرغب أن يشاركني القارئ العزيز بارتفاع نسبي للضغط والسكر، فانقل له مكرمة عديلة خانم وهي تبشر العراقيين ببشرى مابعدها بشرى “البعض يستكثر علينا شراء “دوشگ” للمواطن العراقي”.
إذن علينا أن نحمد الله ونشكره على نعمه التي لاحدود لها، إن لنا وزيرة للصحة قادرة على ان توفر للعراقي “النعلان والدواشك”.
أما معالجة ارتفاع مستوى الاصابات بالسرطان في البلاد وفقدان الادوية المهمة والخدمات البائسة في المستشفيات الحكومية فهي من إختصاص، عباس بيزه وحسنه ملص، حسب آخر تعيينات حقيبة التكنوقراط.
أما حكايات عبعوب والاربعين صخرة وغرق بغداد ..
وقصص تسلسل 166 من 176 في مستويات الفساد العالمي..
ونكات جميلة بتشجيع الرجال على الزواج باكثر من واحدة مقابل المال.. ونظرية (7 في 7) العابرة للطائفية.
وفك رموز مثلث برمودا بطريقة حل أزمة الكهرباء..
فتلك حقيقة من روايات الخيال العلمي للكاتب الإنكليزي جوناثان سويفت، لكن الفرق ان روايات سويفت قادت العالم الى اختراق الفضاء واكتشاف الكواكب والنزول على سطح القمر، فيما روايات جماعتنا أدت بنا الى ان نكون من أسوأ شعوب العالم في مستويات السعادة والعيش الآمن.