ساعة الارض رسالة نور في ساعة من الظلام

بهدف الحفاظ على البيئة والتقليل من استخدام الطاقة تحيي الكثير من المدن العالمية \”ساعة الارض\”، التي تصادف آخر سبت من شهر آذار، وذلك من خلال إطفاء الاضواء غير الضرورية من الساعة الثامنة والنصف الى التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي، وهي محطة مهمة جدا في اطار التوعية البيئية، الى جنب مناسبات عديدة مثل يوم الارض، واليوم العالمي للبيئة، اليوم العالمي للمياه والاراضي الرطبة وعشرات المناسبات الاخرى.

العاصمة الاسترالية سدني التي بدأت تلك الفكرة منذ العام 2007، تطفئ \”دار الأوبرا\” و\”جسر هاربور\” ومعالم اخرى، في روما يتم اطفاء اشهر المعالم التاريخية \”الكولوسيوم\”، اما في سان فرانسيسكو فتخفت اضواء جسر \”البوابة الذهبية\”، في فرنسا تطفأ اضواء \”برج ايفل\”، وهكذا الحال بالنسبة لمبنى \”سكاي تاور\” في العاصمة النيوزلندية اوكلاند، ابراج دبي، برج ميلاد في طهران، معالم بكين وشانغهاي في الصين، ابراج كوالالمبور، اضافة الى برشلونة، ميونخ، لندن، سانت بطرسبورغ، هلسنكي، ستوكهولم، كوبنهاغن، سيئول، بانكوك، ومئات المدن الاخرى الصغيرة والكبيرة.

ساعة الارض محطة مهمة رغم بساطتها، لابد من التذكير بها والتذكير ايضا بالمناسبات البيئية الاخرى، نحن معنيون اكثر من غيرنا باستثمار واحياء المحطات البيئية، فبيئتنا تعاني التلوث والاهمال، انها ضحية اخرى من سلسلة ضحايا الحروب التي لا تنتهي في بلد يطفو على النفط فقط من اجل ان يحترق!

من هنا فإن ساعة الارض فرصة مناسبة للتقليل من حجم الاثار البيئية السلبية، ليس تلك المطالبات شيئا ترفيا او عبثيا في ظل الازمات الكبرى التي نعيشها في العراق بل هي ضرورة ملحّة، فتأجيل فعاليات بيئية وثقافية من هذا النوع الى حين موعد حلحلة الازمات السياسية يزرع اليأس في نفوس الجميع، اذ طالما دأب ساستنا على ادمان الازمات، مما يعني اهمال الكثير مما لا يستحق الاهمال.   

ان احياء هذا اليوم لا يتم فقط من خلال اطفاء الانوار عن المعالم البارزة في المدن، بل ايضا يتم من خلال مشاركة بقية السكان، انها فعالية بيئية واجتماعية ذات طابع احتفالي جميل، إنها هدف نبيل ورسالة نور عبر ساعة من الظلام، فأين نحن من جميع ذلك؟!  

gamalksn@hotmail.com

إقرأ أيضا