الثور والحلقة

يبدو الرئيس أوباما مصرا على ادخال الثور بالحلقة، غير أن الحلقة ضيقة والثور كبيرا. لذا ينبغي تنحيف الثور وتوسيع الحلقة، غير أن بعض خبثاء المحللين يعتقدون أن أوباما لا يرغب في الذهاب الى الحرب، حتى وأن وضع مستقبل الهيبة الأمريكية على المحك. ذلك ان المهاجر الأسود لا يريد الخروج من باب التأريخ الخلفي كمن سبقه، بهزيمة قد تكون لافتة، أو بحرب قد تكون \”بلا توقف\” وتشعل وعيا ما يزال متناميا بالمخططات الأمريكية الرامية الى الهيمنة، وهو أمر قد يعصف بالوجود الأمريكي في المنطقة، ويدخل الدب الروسي الى عمق الخليج، وينهي لسنوات طويلة اعتلاء الديمقراطيين منصة التتويج الرئاسي. وهو الأمر الذي ربما يدفع العديد من الديمقراطيين الى إعلان رفض الذهاب الى الحرب، لأن هذا الذهاب سيطيح بفرصة الحزب الديمقراطي بالبقاء على قيد الحضور، بعدما أعلنت استطلاعات الرأي 71% معارض و 5% متردد. كما أن التقديرات الأولية ما تزال تقول بأن الأغلبية في المجلسين رافضة للذهاب الى \”حرب لا تعنيهم\”. فمن الحصافة كسب التهديد، دون استخدام العصا.. ومحاولة تطويق الأسد بدلا من قتله المتعذر. لكن حتى هنا، ربما يكون الشوط طويلا، والنتائج غير سارة، إذا ماعلمنا أن التخويل الأمريكي للسعودية بقلب المعادلة ينتهي في أيلول الحالي، دون أن يحقق هذا التخويل شيئا ملموسا على الأرض، سوى المزيد من استخدام التسرع في خلط الأوراق، ومزيدا من العنجهية الروسية، التي أفضت الى اعتراف الأمريكان أنفسهم بخسارة مجلس الأمن، وإعلان العداء السافر للقطب الروسي، وانحسار الأنتصار السعودي في مصر، وبالتالي ضياع العصا، وخسارة الجزرة…
هل يستطيع الأمريكان الخروج من الباب الخلفي؟. بعض الخبراء يرى أن ذلك متعذرا في ظل العناد الروسي، والإصرار الإيراني، والتقهقر العربي المساند لأمريكا. لأن التلويح بتسليم الأسد لمخزونه الكيمياوي يبدو ساذجا وطويل الأمد. كما أنه لن يشكل عاملا حاسما. ذلك أن المسألة ليست الكيمياوي، بقدر ما هي عامل الهيمنة السورية على الأرض، والتي ما تزال تعمل لصالح التحالف السوري، وهو الأمر الذي لن يتغير ببعض التوماهوك.. والـ 52B- ..
الأمر إذن محاولة انتحار لأوباما إن ربح الحرب وإن خسرها، وقد يتحول الولد المغرور الى دمية مثيرة للسخرية في آخر الأمر وينزع عن الديمقراطيين كل ما أعتقدوا أنهم كسبوه. وهو المبرر الأهم الذي سيفكر فيه عقلاء الديمقراطيين، كما انه القشة التي تكسر ظهر الرجل الأسود في البيت الأبيض.

إقرأ أيضا