اختتام «الإيقونة».. مهرجان بابل الدولي يسدل ستائره بالقضية الفلسطينية

بأجواء تراثية عراقية على أنغام الموسيقى، اختتم مهرجان بابل الحادي عشر فعالياته ليلة الجمعة بمشاركة عربية وحضور جماهيري واسع استمر لعدة أيام، وتضمن فقرات متعددة فنية وغنائية وأدبية حيث أقيم معرضا للكتاب شاركت فيه دور نشر عراقية وعربية.

ويقول محافظ بابل عدنان فيحان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته الـ11 وتحت شعار كلنا بابليون المقام في مدينة بابل الأثرية، تميز هذا العام بالاحتفاء بالثقافة الفسلطينية لتكون عنوانا له بالتزامن مع قوة الشعب الفلسطيني وتسطيره أروع البطولات، وكون لبابل تاريخا مشرفا بالأدب والفنون بدء من ملحمة الخلق البابلية، شهدت بابل أثناء أيام المهرجان تظاهرة فنية ومعرفية وتنظيم عدة مهرجانات داخل مهرجان واحد ألا وهو مهرجان بابل”.

ويضيف فيحان، “وتميز المهرجان أيضا بافتتاح معرض ضخم للكتاب ضم عدة دورا العراقية وعربية بمئات الكتب من دور نشر مهمة ومن دول تشارك لأول مرة مثل الكويت وقطر وسوريا بالإضافة إلى استضافة كبار الفنانين وعرض مسرحيات متنوعة وندوات حوارية”.

وانطلقت فعاليات مهرجان بابل الدولي للثقافات والفنون العالمية للدورة الحادية عشر في 19 نيسان أبريل الجاري في مدينة بابل التاريخية واستمرت لثمانية أيام بمشاركة عراقية وعربية وعالمية واسعة، وتضمنت جلسات شعرية للشاعر موفق محمد ومعرضا للكتاب وعروضا تشكيلية.

وانطلقت فعاليات مهرجان بابل الدولي للمرة الأولى في العام 1985 على المسرح البابلي الذي يعود لحقبة الإسكندر المقدوني، من الفترة المتأخرة للعهد البابلي الحديث، ويسع المسرح إلى 3000 شخص، واستمرت بشكل سنوي إلا أنها توقفت لعدة مرات في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبعد العام 2003 توقف المهرجان لسنوات عدة قبل أن يعاود نشاطه مجددا.

من جانبه، يشير مدير المهرجان علي الشلاه، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “المهرجان شهد حضورا جماهيريا لم نشاهده منذ زمن في هكذا فعاليات ثقافية فكرية أو أدبية أو آثارية، لذلك أنا فخور بأبناء مدينتي الحلة”.

ويتابع “بابل استثناء في الحضارة والثقافة والتلقي، ولتشجيع الناس على حضور المهرجان وفرنا حافلات لنقلهم يوميا مجانا من وسط مدينة الحلة إلى مدينة بابل الأثرية حيث يقام المهرجان فيها”.

ويبين الشلاه “من فعاليات مهرجان بابل للثقافات أقيم مؤتمر الآثار العراقية الدولي في بابل من قبل علماء الآثار المختصون بتاريخ الموسيقى والفنون للحضارت القديمة ومنهم العالم الآثاري ريتشارد جي، وميريام مارسيتو، وفرانسوا ديسيه المختص بشؤون إيران في العصور القديمة، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين والأساتذه والباحثين المهتمين بالشأن الآثاري”.

يشار إلى أن في تشرين الأول أكتوبر 2021، قررت الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي تنظيم مهرجان فني في مدينة بابل الأثرية، وفي حينها أعلن العديد من العراقيين عن رفضهم لتنظيم هكذا مهرجانات وتجمع العديد منهم في المدينة الأثرية وأقاموا الصلاة احتجاجا على المهرجان الذي لم تتم إقامته.

من جهته، يؤكد رئيس فرع نقابة الصحفيين العراقيين في بابل يوسف الجمل، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مهرجان بابل أصبح إيقونة عراقية وعربية وعالمية وهذه الإيقونة هي انبعاث للتاريخ العراقي القديم سواء عن طريق المشاركات الحوارية أو الفنية أو الشعرية أو معرض الكتاب المفتوح على هامش المهرجان، وهذا يشكل تظاهرة حضارية مصنوعة في العراق ويفترض أن تسانده كل المؤسسات”.

ويلفت إلى أن “المهرجان حالة تعاطف الإنساني بين الشعوب كونه يستذكر ما يجري في قطاع غزة وهذا ظهر جليا من خلال الفعاليات الفنية، والمهرجان يجمع بين الأدب والشعر والمسرح وهذا يؤدي إلى إنعاش الثقافة العراقية وانطلاق المواهب العراقية إلى العربية والعالمية”.

ويشرح الجمل أن “النسخة السابقة للمهرجان تميزت بمعالجة محور التصوف وعالجته بطريقة ثقاقية وفنية، وهذا العام أكد المهرجان على البعد الإنساني وضرورة تكاتف الشعوب، خاصة وأن بابل تتميز بجمهور محب للثقافة وجمهورها يضاهي أكبر جمهور حفل غنائي لأكبر مطرب، ونتمنى أن تكون بابل الحضارة والتاريخ هي الأبهى في الزمن الحاضر ودائمة العطاء”.

وشهد العراق في السنوات الأخيرة إقامة العديد من المهرجانات والفعاليات الغنائية والفنية والأدبية في بغداد ومحافظة بابل ومدن عراقية أخرى، إلا أن شريحة واسعة من العراقيين أبدت اعتراضها وممانعتها على تنظيم هكذا أنشطة بدوافع دينية.

إقرأ أيضا