السوداني يصل السعودية.. وترجيحات بضم الأخيرة لـ«طريق التنمية»

يبدو أن العراق قد اتخذ نهجا جديا وقويا لدعم بيئة الاستثمار من خلال انفتاحه المرن على دول العالم، فبعد زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للولايات المتحدة وزيارة الرئيس التركي رجب أردوغان لبغداد، وفي خطوة مكملة، وصل السوداني، اليوم الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وسط ترجيحات بانظمام الأخيرة إلى طريق التنمية.

وفي أيار مايو 2023، أطلق العراق مشروعا للبنية التحتية يمتد على أراضيه كافة، ويربط ميناء الفاو الكبير على الخليج العربي بتركيا من خلال شبكات السكة الحديد والطرقات، حيث من شأن طريق التنمية، أن يشكل رابطا جديدا بين آسيا وأوروبا.

إذ ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز”.

وأضاف أن “السوداني سيجري على هامش المنتدى، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية تحت شعار “التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية”، سلسلة من اللقاءات مع عدد من زعماء الدول، ومع رؤساء وممثلي شركات عالمية كبرى متخصصة في مجال الطاقة والتكنولوجيا الرقمية”.

وأوضح أن “المنتدى يهدف إلى دعم الحوار العالمي وإيجاد الحلول للتحديات العالمية المشتركة، كما سيشهد حضور عدد من رؤساء الدول، ومشاركة واسعة من الخبراء الدوليين والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة”.

إلى ذلك، أكد عضو لجنة الإقتصاد والصناعة والتجارة البرلمانية، علي المكصوصي، أمس السبت، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى المملكة العربية السعودية لها فوائد اقتصادية عديدة، إذ قال في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “العراق منفتح على كل دول المنطقة لضمان أن تكون جزءا من طريق التنمية وغير مستبعد انضمام السعودية الى هذا المشروع بعد دخول قطر والإمارات ضمن المشروع، فهذا قد يكون احد اجندة حوار السوداني مع المسؤولين في الرياض”.

وأضاف المكصوصي، أن “العراق يريد دخول الشركات السعودية المختلفة في فرص الاستثمار خاصة بمجال الطاقة والغاز، ولهذا زيارة السوداني الى الرياض ستحمل ملفات اقتصادية كبيرة وجميعها مهمة بالنسبة للعراق، وربما تكون لها نتائج مثمرة على الملف الاقتصادي العراقي خلال المرحلة المقبلة”.

وكانت السعودية قد أعلنت، أمس الأول الجمعة، افتتاح وجهة جديدة من الطيران من الدمام الى النجف الاشرف، لزيادة التنقل الجوي بين البلدين.

وأشرف رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني والرئيس التركي رجب أردوغان خلال زيارته إلى بغداد، في 22 أبريل نيسان الجاري، وبحضور وزراء قطريين وإماراتيين على توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين تركيا والعراق وقطر والإمارات، للتعاون المشترك في مشروع “طريق التنمية” المقدّرة تكلفته بقرابة 17 مليار دولار.

ويهدف المشروع الذي تم إطلاقه عام 2023، ويبلغ طوله 1200 كيلومتر، إلى تحويل العراق إلى مركز عبور إقليمي، يربط آسيا وأوروبا عبر ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق وصولا إلى الحدود التركية شمالا.

وكان من المقرر أن يبدأ المشروع رسميا العام الحالي ويمتدّ على ثلاث مراحل حتى عام 2050، حيث تسعى الحكومة في الأعوام الأربعة الأولى، إلى نقل 22 مليون طن من الحمولة الكبيرة سنويا عبر السكك الحديد.

وكشف تقرير مفصل لـ”العالم الجديد” في 13 أيلول سبتمبر 2023، عن مساع حثيثة لدول الجوار وخصوصا السعودية وإيران لربط العراق بالسكك الحديد.

وبحسب تقرير آخر نشرته “العالم الجديد” في 25 تموز يوليو 2020، فإن ميناء الفاو سيتحول إلى نقطة الربط بين شرق آسيا وبين أوروبا، وسيحول العراق إلى ممر للبضائع، تبدأ من ميناء الفاو وتمر بريا عبر خطوط حديثة إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، ما يختصر الفترة الزمنية لنقل البضائع إلى ساعات، بدلا من 20 يوما تقريبا عبر قناة السويس، وهي الممر الحالي الرابط بين شرق آسيا وأوروبا.

وما يزال العمل جاريا في “ميناء الفاو الكبير”، من قبل الشركة الكورية “دايو”، بعد أن حصلت على العقد، عقب لغط كبير بسبب منافستها من قبل شركة أخرى صينية بين منحها العقد أو للشركة الصينية المنافسة في العام 2020.

إقرأ أيضا