الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف “أميناً عامّاً دائماً” للأكاديمية الفرنسية

انتُخب الكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف، اليوم، أميناً دائماً للأكاديمية الفرنسية، خلفاً لإيلين كارير دانكوس التي توفيت في آب، في نتيجة متوقّعة إثر منافسة مع صديقه الكاتب جان كريستوف روفان. وقد فاز معلوف بـ24 صوتاً مقابل 8 أصوات لروفان، بحسب عضو في اللجنة الإدارية للأكاديمية الفرنسية.

يُعدّ الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية العضو الذي يديرالمؤسسة المُدافعة عن اللغة الفرنسية وتطويرها. ولم يشغل هذا المنصب سوى 32 شخصاً منذ سنة 1634. وقد توجّه جان كريستوف روفان نفسه إلى أمين معلوف لدى استقباله في الأكاديمية سنة 2012، قائلاً: “أنت بالفعل رجل ذو لباقة خالصة وتظهر لديه في كل مناسبة علامات التقدير الكبير لجميع من يخاطبه”.

ولد معلوف في لبنان عام 1949 وغادر بيروت إلى فرنسا في بداية الحرب الأهلية. درس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية وتتلمذ على عميد الصحافة غسان تويني وعمل في صحيفة “النهار” قبل أن يُغادر بيروت عام 1975 مع بداية الحرب.

منذ ثمانينيات القرن الماضي تفرّغ للأدب وأصدر كتاب “الحروب الصليبية كما رآها العرب” عام 1984 الذي لاقى رواجاً كبيراً وتُرجم إلى لغات عدّة. وفي العام 1986، صدرت أولى رواياته “ليون الأفريقي” التي حصلت على “جائزة الصداقة الفرنسية العربية”، وهي تتناول سيرة رحال فرّ من الأندلس بعد سقوط غرناطة إلى فاس ومكة وبعدها تحول إلى المسيحية.

من رواياته الشهيرة “سمرقند” (1988) التي تناولت سيرة الشاعر الفارسي عمر الخيام، صاحب رباعيات الخيام. وكتب روايتَيْن عن لبنان هما “صخرة طانيوس” (1993) التي نال عنها جائزة “غونكور” – كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية – و”موانئ الشرق” (1996).

صدرت له رواية “حدائق النور” (1991) التي تتناول سيرة ماني، مؤسّس الديانة المانوية في بلاد فارس. ومن كتاباته أيضاً “الهويات القاتلة” (1998) الذي تناول الصراعات الأهلية اللبنانية، ورواية “رحلة بالداسار” (2000)، وأخيراً “إخوتنا الغرباء” (2021).

فاز معلوف في العام 2021 بجائزة “سفراء الدول الفرنكوفونية” (Grand Prix des Ambassadeurs Francophones) عن كتابه “غرق الحضارات”، الذي يمكن اعتباره دعوة لقراءة الوضع الحالي لعالمنا، وبالأخصّ للبنان، والتفكير فيه. وقد قلّده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسام الاستحقاق الوطني في شباط 2020، في احتفال أقيم في العاصمة الفرنسية باريس تقديراً لعطاءاته وانجازاته في عالم الأدب.

إقرأ أيضا