الهجول: لا وجود لسلطة رابعة في العالم العربي.. وكورونا لم يوقف عجلة الصحافة والاعلام

لا تمثل وسائل الإعلام في العالم العربي سلطة رابعة، بل تُعَدُّ أدوات بيد القلة الحاكمة والطغاة هناك، مثلما يقول الصحفي العراقي عبد اللطيف الهجول في حديث مع “العالم الجديد”، موضحا كذلك سبب فرضه رقابة ذاتية على نفسه وسبب اعتقاده أن الصحافة من المحيط إلى الخليج لا تصلح لتكون مُحرِّكًا من أجل التغيير السياسي، رغم أن الكثيرين كانوا خلال الربيع العربي لا يزالون يعلقون أملا كبيرا على الإعلام كقوة ثورية.

بماذا يختلف عمل الصحفي في العراق عن العمل في اوريا؟

– يوجد بين الصحافة في العالم العربي والصحافة الأمريكية أو الأوروبية فرقٌ مثل الفرق بين الليل والنهار. في لندن يتم إنتاج محتويات مستقلة في معظمها. أمَّا في العراق فوسائل الإعلام ليست أكثر من أدوات بيد الحكَّام. في أوربا الصحفيون أحرار.

هل يمكن فهم وسائل الإعلام في العالم العربي كسلطة رابعة حقا؟

– إنَّ مَنْ ينظر إلى الإعلام العربي على أنَّه مُحرِّكٌ من أجل التغيير، ناهيك عن اعتباره كسلطة رابعة، لا بد أن يكون متفائلاً حقيقيًا. الهدف الرئيسي من وسائل الإعلام المطبوعة والتلفزيون هنا في الدول العربية هو الحفاظ على الوضع السياسي والاجتماعي الراهن.

هل يرجع ذلك إلى الرقابة السياسية والذاتية؟

– هاتان النقطتان من دون شكّ هما الأكثر أهمية، ولكن ربَّما لن يكون لهما أي وزن كبير لو لم يُضَف إليهما عامل ثالث، هو: جُبْن الطبقة الوسطى. وبطبيعة الحال النخب المالية وأصحاب السلطة هم الذين يقمعون الصحافة الناقدة ويرفضون أي شكل من أشكال التغيير. ولكن لا توجد أية برجوازية عربية تستخدم وسائل الإعلام من أجل تحقيق التغيير. والطبقة الوسطى لا تعتبر نفسها كعامل مساعد من أجل تحقيق إصلاحات سياسية. بل تهتم بالمصالح المالية أكثر من اهتمامها بالمصالح السياسية. القطاع الخاص لم يحاول بتاتًا بجدِّية شراء حصة من المشهد الإعلامي. وهكذا يصبح بطبيعة الحال من السهل بالنسبة للقلة الحاكمة والطغاة والحكومات من الخليج إلى المحيط السيطرة على المشهد الإعلامي.

 هل تطالب إذًا بالمزيد من الشجاعة لمقاومة وسائل الإعلام المقرَّبة من الدولة؟

– الشجاعة كلمة كبيرة عندما يواجه المرء أنظمة لا تترك للناس أي مجال من أجل تنظيم أنفسهم كمجتمع مدني. عندما يلتقي شخص سوري بجيرانه لمناقشة أفضل طريقة من أجل التخلص من نفاياتهم المنزلية، فعندئذ سيتعرَّض لغضب واستياء جهاز المخابرات. فالنقاشات الناقدة باتت اليوم محظورة ببساطة في أماكن كثيرة. ولذلك فأنا أخشى من أن يكون الوقت قد تأخَّر منذ زمن طويل من أجل استعادة وسائل الإعلام – بأي شكل كان.

هل نجح فيروس كورونا في ايقاف عجلة صاحبة الجلالة؟

– كلا أبدا.. في ظل توفر الانترنت والتضحيات التي يقدمها الصحفيون في ملاحقة المعلومات والاخبار قد لا تقل شانا عن تضحيات الكوادر الطبية في بعض البلدان.

يشار الى أن الهجول مولود في بغداد 1990، حاصل على عدد من الجوائز خلال مسيرته الصحفية في العاصمة بغداد بعد سنوات من تغيير النظام، من خلال مؤسسات إعلامية عديدة، منها قناة الحضارة، وجريدة اخر الاحداث، وجريدة النهار، ومؤسسة الاعلام العراقي، وجريدة الصباح، وجريدة البينة الجديدة، كما عمل مراسلا لوكالة الأنبار نيوز وايزيدي24، ووكالة الرؤية العربية، الى جانب إتقانه المجال التقني بشكل احترافي، ليشكل انعطاف في مسيرته الاعلامية.

إقرأ أيضا