بعد تهديد الفصائل لإسرائيل.. الخزعلي يتوعد بضرب المصالح الأمريكية في العراق

يبدو أن إعلان بعض الفصائل العراقية المسلحة عن استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب حزب الله اللبناني ضد إسرائيل قد بدأ بالتوسع ليأخذ منحى آخر.

حيث، هدد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، اليوم الاثنين، أمريكا بضرب جميع مصالحها في العراق والمنطقة في حال دعمت هجوم الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يضع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في موقف صعب أمام رد فعل تل أبيب والولايات المتحدة في حال مضى التصعيد إلى نهايته.

يشار إلى أن الفصائل المسلحة منذ منتصف تشرين الأول أكتوبر 2023، بدأت باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، وذلك بالتزامن مع حرب غزة، حيث أعلنت الفصائل أن استهدافها للقوات الأمريكية، ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل.

إذ قال الخزعلي في كلمة متلفزة تابعتها “العالم الجديد”، إنه “في حال استمرار الولايات المتحدة الامريكية في دعمها لهذا الكيان الغاصب (إسرائيل) في حال وسع عملياته وهاجم لبنان وهاجم حزب الله فلتعلم أمريكا أنها تكون قد جعلت كل مصالحها في المنطقة والعراق محل استهداف ومحل خطر”.

وتابع الخزعلي:”لن ينفعها هذا الكيان الغاصب، وهذه الحكومة المتطرفة، وهذا النظام النازي”.

وكان المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، أكد في 22 حزيران يونيو الجاري، أن “الحرب الجارية في غزة وكذلك في لبنان ما بين حزب الله والكيان الصهيوني، هي حرب محور واحد، والعراق جزء من هذا المحور”.

وأضاف “نحن في الفصائل العراقية ضمن هذه الحرب، ونحن داخلون بهذه الحرب فعلا، ولا نحتاج للدخول فيها، فنحن جزء منها”.

وأوضح أن “الفصائل العراقية تعمل على استهداف الكيان الصهيوني (إسرائيل) بشكل شبه يومي، وبشكل متعدد، ونحن مع فلسطين في حربها ومع حزب الله في حربه”.

وشدد الفرطوسي على أنه “إذا ما أقدمت حكومة حكومة الكيان الغاصب على أي جنون مع حزب الله في لبنان، فستكون هناك مقبرة كبيرة لهذا الكيان، والجميع سوف يشارك في دفنه بها”.

وتثير هذه التصريحات تساؤلات حول موقف الحكومة العراقية من هذه التحركات، فالحكومة تجد نفسها في موقف صعب، حيث يجب عليها الموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية، من جهة، هناك ضغوط من الفصائل المسلحة التي تمتلك نفوذاً كبيراً في الساحة السياسية العراقية، ومن جهة أخرى، هناك ضغوط دولية وإقليمية تتعلق بالعلاقات مع الدول المجاورة واستقرار المنطقة.

وفي 6 حزيران يونيو الجاري، منحت كتائب حزب الله في العراق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحكومته مهلة لغاية منتصف شهر تموز يوليو المقبل لحسم ملف إخراج القوات الأمريكية من البلاد.

وفي 4 حزيران يونيو الجاري، أكد مصدر في إحدى الفصائل المسلحة ، لـ”العالم الجديد”، أن “مهلة الفصائل للحكومة العراقية بشأن إيقاف العمليات العسكرية ضد الأهداف والمصالح الأمريكية انتهت منذ منتصف شهر أيار (مايو) الماضي، لكن الحكومة طلبت تمديد المهلة لفترة أطول بسبب استمرار التفاوض ما بين بغداد وواشنطن بشأن إخراج القوات الأمريكية من العراق”، مبينا أن وساطات من أطراف عراقية وإيرانية، دفعت الفصائل المسلحة إلى تمديد إيقاف العمليات العسكرية إلى منتصف شهر تموز (يوليو) المقبل على أمل أن تعلن الحكومة عن جدول زمني واضح لإنهاء مهام التحالف الدولي وإخراج كامل القوات الأجنبية من كافة الأراضي العراقية”.

وشهد التصعيد السابق بين الفصائل المسلحة وأمريكا، ردودا عسكريا من قبل واشنطن، وكان آخرها قصف مدينة القائم المحاذية للحدود السورية، وقد أكدت القيادة المركزية التابعة للجيش الأمريكي في حينها، أن قواتها شنت غارات جوية في العراق وسوريا استهدفت بها مواقع لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له، وقالت القيادة، إن القوات العسكرية الأمريكية ضربت أكثر من 85 هدفا مع العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة.

يذكر أن زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى واشنطن واجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يتضمن بحث ملف الفصائل المسلحة أو الاستهدافات التي تعرضت لها القواعد الأمريكية في العراق. 

جدير بالذكر، أنه نتيجة للتصعيد بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية، جرى الإعلان قبل أشهر عن بدء المفاوضات بين اللجان العراقية والأمريكية، لبحث انسحاب القوات الأمريكية، وما تزال هذه اللجان تعمل دون إعلان النتائج النهائية حتى الآن.

إقرأ أيضا