على غرار «التركية».. العراق وإيران يحددان 23 وثيقة للتعاون الاقتصادي

في ظل الانفتاح المرن الذي تسعى إلى حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعلى غرار الـ26 اتفاقية التي وقعها العراق مع تركيا خلال زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان، للعراق في 22 نيسان أبريل الماضي، رغم الانتقادات التي طالتها حول عدم جدواها، حدد العراق وإيران، اليوم الأحد، 23 وثيقة تفاوض للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 22 نيسان أبريل الماضي، إلى العاصمة بغداد في زيارة هي الاولى منذ 13 عاما، فيما وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، زيارة اردوغان الى العراق، بأنها “ليست زيارة عابرة”، وستتضمن لأول مرة وضع الحلول بدلا من ترحيل الأزمات، فيما وقع العراق مع تركيا ، 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بمجالات مختلفة، إلا أن ملف النفط قد غاب عنها.

ورغم الترحيب الرسمي، فقد أثارت الاتفاقية غضب خبراء المياه لعدم إنهائها الخلاف حول “محلية” أم “دولية” نهري دجلة والفرات، وعدم الوضوح في تحديد كميات المياه التي سيتم إطلاقها إلى العراق، حيث تعتبر أنقرة نهري دجلة والفرات نهرين محليين تركيين، وليسا نهرين دوليين.

إذ قال رئيس منظمة الاستثمار والمساعدات الاقتصادية والفنية في إيران، إنه “تم تحديد 23 وثيقة في مجالات الطاقة والنقل والتجارة وتقديم الخدمات الفنية والهندسية والاستثمارات والتمويل والبنوك للتفاوض مع العراق في اللجنة المشتركة بين البلدين”.

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية، عن فكري، تأكيده “بدء الاجتماع الرسمي السادس للجنة التنسيقية المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران والعراق”، مردفاً بالقول: “في بداية عمل هذه اللجنة، تتناول اللجان الفرعية دراسة المبادرات الأولية حتى يتمكن الطرفان خلال اليومين المقبلين من صياغة مسودات مذكرات التفاهم والوثائق التي يتم التوقيع عليها خلال الزيارة الرسمية للمسؤولين الرفيعين من البلدين”.

وأضاف قائلاً: “ستتم مراسيم جلسة المفاوضات بين الطرفين بعد الظهر في الاجتماع العلني للجنة المشتركة بين وزير الاقتصاد الإيراني ووزير التجارة العراقي”، مشيراً إلى أن “اللجان تتألف من خمس لجان، بما في ذلك الطاقة والنقل والتجارة وتقديم الخدمات الفنية والهندسية والاستثمارات والتمويل والبنوك”.

وتابع فكري: “بالإضافة إلى هذه الوثائق، هناك بعض المشاريع الخاصة مثل تطوير المناطق الصناعية وتوازن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والاستثمارات المشتركة بين الطرفين، وإزالة العقبات التجارية سواء في المجال المالي والمصرفي أو في مجال القوانين والتشريعات، سنقدمها في هذا الاجتماع للتوصل إلى اتفاقات تعزز العلاقات بين البلدين”.

وبدأت صباح اليوم الأحد، اجتماعات اللجنة العراقية الايرانية المشتركة بدورتها السادسة، بالعاصمة طهران، والتي يرأسها عن الجانب العراقي وزير التجارة أثير الغريري، لمناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتفاهم على  مذكرات التفاهم المشتركة العشرة التي ينوي الجانبان التوقيع عليها في مجالات مختلفة وبما يخدم مصالحهما المشتركة.

وستستمر أعمال اللجنة على مدى يومي الخامس والسادس من شهر أيار الجاري، حيث ستكون اليوم مباحثات اللجان التخصصية وبحضور اعضاء وفدي الجانبين للوصول الى المحضر النهائي المشتركة وذلك في مقر وزارة الاقتصاد والمالية الايرانية.

وكان تقرير لإذاعة “صوت أمريكا”، نشر في 25 نيسان أبريل الماضي، أن اتفاق أردوغان والسوداني على توسيع العلاقات الثنائية، سيواجه تحديا من الجار الإيراني الذي أقام لنفسه نفوذا سياسيا كبيرا في العراق.

ويعاني العراق من عجز مزمن في الغاز رغم كونه من أبرز الدول النفطية في الشرق الأوسط، حيث يستورد بموجب اتفاق مع إيران نحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يومياً عبر مجموعة من الأنابيب في شرق وجنوب البلاد، تم تشييدها لتجهيز محطات الكهرباء العراقية التي تعمل بالغاز.

ويعد العراق الواجهة الأولى لصادرات إيران من المنتجات الغذائية والزراعية، حيث استورد بقيمته ملياري دولار من تلك المنتجات خلال العام 2023- 2024.

إقرأ أيضا