لمناسبة رحيله.. حوار قصير لطلال سلمان ينشر لأول مرة

في رحيل طلال سلمان، مؤسس ورئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية، أمس الجمعة، فإن “العالم الجديد”، تنشر حوارا قصيرا سجله مع الكاتب والسينمائي العراقي قاسم حول، لصالح التلفزيون الهولندي في العام 1995، بشأن مفهوم السلام في الشرق الأوسط.

قاسم حول: منذ أن احتلت إسرائيل الوطن الفلسطيني في الخامس عشر من أيار عام 1948 وحتى فترة قريبة من نهاية القرن العشرين كان العرب يستعملون مصطلحات “الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين” والعدو الإسرائيلي وفلسطين المحتلة و الأمة العربية، وفجأة يبرز مصطلح “الشرق الأوسط” بديلا عن مصطلح البلاد العربية والأمة العربية. ما هو رأي المفكر وصاحب جريدة السفير الأستاذ طلال سلمان بصدد مشروع الشرق الأوسط، الذي يراد له أن ينطلق من لبنان، الرئة التي يتنفس منها العرب؟

طلال سلمان: كان لبنان منتدى الفكر العربي، وكان لبنان مطبعة العرب ومكتبة العرب ومشفى العرب ومصيف العرب وصحيفة صباح العرب، وكان أيضا المصرف العربي، كما كان الوسيط التجاري والمحاور للغرب من قبل العرب، وربما بفضل هذا الهامش الديمقراطي فيه، وكان كما وصفته الرئة التي يتنفس منها العرب، ومجمع المعارضات العربية والمتنفس لنزعة التغيير الديمقراطي في المنطقة العربية عموما. ومن المؤسف أن أهم ما تقصدت الحرب أن تدمره هو هذا اللبنان، هذا الدور، هذه الوظيفة، هذه الصورة للبنان. وقد استغلت كل الأمراض وكل الحساسيات وكل الغرائز وكل الأحقاد، ومن أجل تحقيق هذه الغاية، استثيرت الغرائز الطائفية، استثيرت المذهبيات، أثير فيه مجموعة من الفتن على المستوى الداخلي، كذلك استثيرت فيه النزعة الشوفينية، إذ بدأ في فترة من الفترات وكأن الشوفينية اللبنانية تصطدم وترتطم بالشوفينية الفلسطينية، فيخرج هذان الشعبان من حضن العروية ومن المناخ القومي العربي ومن الالتزام بموجبات الإنتماء القومي.

قاسم حول: وكيف تنظر إلى ما يتم الحديث عنه في سلام الشرق الأوسط؟

طلال سلمان: طبعا، أنا من المتحفظين على استخدام كلمة السلام في كل هذه التظاهرة الدولية لنزع الهوية القومية عن هذه المنطقة وتزويرها بإعطائها اسما آخر. تصور أن تصبح فجأة بلا اسم، بلا هوية، بلا انتماء، أن تصبح هويتك مجرد جهة جغرافية. أنت الآن، أنا الآن شرق أوسطي، تسمى منطقتي شرق أوسط قياسا إلى لندن يوم كانت مركز الكون. أن يقول الإنكليزي أنها تلك المنطقة هي منطقة الشرق الأوسط قياسا إلى لندن، أما أن أعتبر نفسي أنا شرق أوسطي.. كيف؟ أنا عربي وهذه أرضي عربية وتاريخها عربي وانتماؤها عربي حقيقي بلغتها وبموروثها الديني وبكل مكوناتها الوجدانية، هذه المنطقة عربية وهذه أرض لها هويتها وشعب له هويته.

إقرأ أيضا