مجددا.. تمثال «أبو جعفر المنصور» يثير الجدل ويقسم الشارع العراقي

عاد الجدل القديم المتجدد حول تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في العاصمة بغداد، معيدا الخلاف الطائفي حول شخصيته، وذلك بعد أن طالب منشد عصائب أهل الحق مهدي العبودي بإزالة التمثال.

حيث انشغل العديد من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي خلال الساعات الماضية بجدل كبير قسم الشارع العراقي بين مؤيد للإزالة ورافض وساخر.

ويعد أبو جعفر عبدالله المنصور (95 هـ / 714 – 158 هـ / 775) الخليفة العباسي الثاني، وهو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية الذي أرسى أسس الإدارة السياسية للحكم، وباني بغداد التاريخية.

إذ وصف ناشطون الخليفة العباسي بـ “باني بغداد ولايمكن إزالة التأريخ لأنه لا ينسى”، في حين اعتبر آخرون أن هذا الجدال لا طائل منه ويهدف إلى إشغال الشارع العراقي عن أزماته الحقيقية، كما علق  البعض ساخراً بأن التمثال اصبح خلف السدة بعد أن كان في منطقة المنصور، تعبيرا عن سخريتهم للموضوع.

يشار إلى أن هذه المرة الثانية التي يثير فيها تمثال المنصور جدلا في العراق، ففي عام 2005 نسف مسلحون تمثال المنصور بعد وضع عبوات ناسفة تحته، قبل أن يعاد نصبه من جديد.

ويقع التمثال في جانب الكرخ، في منطقة المنصور من بغداد، وقام بنحته الفنان العراقي خالد الرحال، أحد أبرز رواد الحركة الفنية العراقية الحديثة، وأزيح عنه الستار في 6 يناير 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وقد نصب فوق قبة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار بنيت وفق الطراز المعماري البغدادي، وأصبح واحدا من أبرز معالم العاصمة.

وكان المحل السياسي جمعة العطواني قال، أمس الاثنين، في حوار متلفز تابعته “العالم الجديد”، إن “تمثال ابي جعفر المنصور يستفز 60 بالمئة من الشعب العراقي وهو “صنم جدلي” لشخصية تعد أهم مؤسسي الدولة العباسية والتي عملت ما عملت بأئمة أهل البيت واتباعهم”.

وتخسر العاصمة بغداد معالمها العمرانية القديمة، مع تقلص أعداد الأبنية التراثية التاريخية التي كانت تنتشر على شاطئ نهر دجلة من جهتي الرصافة والكرخ، ولم يبقَ منها سوى العشرات نتيجة توسع ظاهرة التمدن العشوائي والمراكز التجارية التي شيّدت حولها.

وتحوّلت مناطق بغداد القديمة الحضارية الى مدن تتكدس فيها النفايات إضافة الى وجود عمارات سكنية مشبوهة تنشط فيها تجارة المخدرات وغيرها، فيما أبدى مواطنون بغداديون امتعاضهم من تحوّل مناطق العاصمة القديمة تدريجياً الى مراكز تجارية وعمارات سكنية بتصاميم مشوهة من دون أي تحرك حكومي ملحوظ للحفاظ على هوية العاصمة.

إقرأ أيضا