مع وصول عددهم نصف المليون..كلاب سائبة تنهش جسد طفلة حتى الموت في النجف

تسجل الدوائر الصحية في المدن العراقية عشرات حالات العض، بسبب هجمات الكلاب السائبة على المدنيين والأطفال والنساء، حتى باتت ظاهرة تؤرق العراقيين في ظل الإجراءات الحكومية التي توصف بـ”البدائية والوحشية” في القضاء عليهم من خلال استخدام بنادق الكلاشنكوف لإطلاق الرصاص عليها، أو بوضع السم في طعام يدسونه بمناطق وجودهم.

وفي أبشع تلك الحوادث وليس بأولها، ما حدث، اليوم الثلاثاء، في محافظة النجف، حيث هاجمت كلاب سائبة طفلة تبلغ من العمر 12 عاما، ونهشت جسدها ما أدى الى وفاتها.

ويهدد انتشار الكلاب السائبة بمشكلات صحية وبيئية واجتماعية ونفسية كثيرة، لأن بعضها مصاب بداء الكلب، وهو مرض خطير ينتقل إلى الإنسان من طريق الجهاز العصبي، وقد يؤدي إلى موت سريع.

إذ قال مصدر مطلع، إن “مجموعة من الكلاب السائبة شنت هجوما عنيفاً على طفلة في 12 من عمرها ونهشت جسدها الى حد اخراج احشائها، في حي النداء بمحافظة النجف الاشرف”.

إلى ذلك، أشار إعلام مستشفى الحكيم، اليوم الثلاثاء، إلى وفاة طفلة في طوارئ المستشفى متأثرة بجروح بليغة جراء مهاجمتها من مجموعة من الكلاب السائبة بمنطقة حي النداء شمال النجف”.

من جهة أخرى، وصف رواد مواقع التواصل الحادثة بـ”الفاجعة”، داعين إلى ضرورة وضع حد فوري لتفاقم ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وسط المدينة وأحيائها، لكونها تهاجم السكان وتلاحقهم أحيانا.

وخلال السنوات الماضية سُجِّلَت مئات من حالات الإصابة بداء الكلب، لكن أكثر المخاطر التي تواجه المتأثرين بالظاهرة توجد في البلدات والأحياء النائية، ما يزيد خطر تعرض الناس لهذا المرض، ولا سيما في ظل قلة اللقاحات المتوافرة لدى المؤسسات الصحية بسبب تكلفتها الباهظة”.

وتحذر وزارة الصحة العراقية، وبنحو مستمر، من انتشار مرض “داء الكلب” بعد تسجيل زيادة بالإصابات في مناطق متفرقة من البلاد، جراء انتشار الكلاب السائبة، داعية إلى “القيام بـ”حملات إبادة” لتلك الكلاب.

يشار إلى أن داء الكلب مرض فيروسي يصيب الحيوانات، وينتقل بينهم، ومن الكلاب تحديداً إلى الإنسان من طريق العضّ ويصيب الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض ثم الوفاة، ومن أعراضه المبكرة الصداع والحمى، وتهيّج لا إرادي واكتئاب، ثم ينتاب المصاب في النهاية نوبات جنون وخمول، ما قد يدخله في غيبوبة.

ولا يختلف الحال كثيراً داخل بغداد، إذ لا تخلو منطقة من وجود كلاب سائبة تهدد سلامة المواطنين، ويرجع سبب انتشارها لوجود المناطق الصناعية داخل المناطق السكنية، فضلاً عن كثرة النفايات والمناطق العشوائية، والدور الضعيف لدوائر الصحة في مجابهة تلك الظاهرة.

ووفق أرقام تقديرية متطابقة من جهات حكومية ومدنية عراقية، فإن عدد الكلاب السائبة في العراق يزيد على نصف مليون كلب، منها أكثر من 100 ألف في العاصمة بغداد.

وينص قانون مكافحة الكلاب السائبة رقم (48) لسنة 1986 في المادة 4 على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة وخارج المنازل وفي المدن والقصبات والمناطق الريفية، بالقتل أو القنص أو أية طريقة أخرى، ولوزير الزراعة حق إصدار تعليمات بناء على اقتراح الدائرة المختصة لتنظيم ذلك.

إقرأ أيضا