ناشطون يشككون في الرواية الحكومية حول «جريمة البصرة».. انتحار أم اغتيال؟

أمست مدينة البصرة جنوب العراق، على جريمة مروعة هزت سكانها، حيث، أقدم أب على قتل عائلته بالكامل والمكونة من 12 شخصاً بواسطة بندقية وبعد ذلك أقدم على الانتحار.

فقد انتشر مقطع مصور يظهر جثث الضحايا غارقة في الدماء على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، فيما قال الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري إن المعلومات الأولية للجريمة التي حدثت في منطقة دور الموظفين بقضاء شط العرب بمحافظة البصرة، تفيد بأن الحادث جاء نتيجة أمور مالية، وأن تحقيقاً موسعاً يجري لمعرفة مزيد من التفاصيل.  

حيث شكك ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي برواية الحكومية للحادث، مشيرين إلى أن تجميع الضحايا في غرفة واحدة وقتلهم، واصابة عدد من الضحايا بإطلاقات في الرأس، كلها مؤشرات تشير ان السبب الذي أعلنته شرطة البصرة هو ليس السبب الحقيقي للحادثة”.

ويشهد البلد انتشارا كبيرا للسلاح المنفلت، سواء على مستوى الأفراد أو الفصائل المسلحة أو العشائر، ودائما ما يستخدم بالنزاعات الشخصية أو السياسية أو العشائرية.

إلى ذلك، كتب احد المدونين على منصة “أكس”، أن “حادثة اليوم في البصرة تثبت كذبة إن المواطنين في أمان!، وندعو إلى سحب السلاح المنفلت والقبض على الميليشيات والعصابات لأنها المسؤوله عن جميع الجرائم”.

وسجل العراق خلال العام الماضي، أكثر من 5300 جريمة قتل جنائية وبنسبة سنوية تصل الى أكثر من 11,5 لكل مائة الف نسمة وهي أعلى نسبة لجرائم القتل في العراق. بحسب إحصائيات رسمية.

من جهة أخرى، أضاف مدون آخر، بأنه “لا يعقل ان شخص واحد يقتل ١٢ فرد واحد تلو الاخر، دون ان يحاول احد الضحايا الهرب او التصدي للقاتل، كل مايشاع عن انه هو القاتل محض كذب”.

في المقابل، أكد أقارب الأب في مقابلات مع سائل محلية، تابعته “العالم الجديد”، أنه “لم يكن يعاني أي ضائقة مالية”، لافتين إلى أن “أخلاقه عالية وملتزم دينياً”.

وأضافوا أنهم “غير مقتنعين بارتكابه الجريمة، وأن لديه أملاكا ومنازل وأنه متمكن مادياً، وأن من بين القتلى أشقاءه وتتراوح أعمارهم بين 18و20 عاماً”.

وكان رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة البصرة، عقيل الفريجي، أكد أمس الأربعاء، أن جريمة قضاء شط العرب كانت عائلية، بعد قيام الأب بقتل كافة افراد اسرته ثم القدوم بعدها على الانتحار”، لافتا إلى “عدم وجود هجوم مسلح كما ذكرت بعض الوسائل .”

وتابع، ان “المعلومات الاولية التي لازالت قيد التحقيق من قبل السلطات الامنية تشير الى ان الاب عليه تراكمات مالية وديون اثرت عليه نفسيا فأقدم على فعلته البشعة في منزله” .

يشار إلى أن الساحة الأمنية، منذ مطلع العام الحالي 2024، شهدت تزايداً بأحداث القتل الجنائية، حيث بلغ عدد حوادث القتل في يناير كانون الثاني الماضي، 46 حالة قتل، أما في فبراير شباط الماضي، فبلغت حوادث القتل 44 حالة، وفقاً لبيانات نشرتها وسائل إعلام عراقية.

تأتي هذه الأرقام مقارنة بـ34 حالة قتل فقط في نوفمبر تشرين الثاني 2023، و28 حالة قتل فقط في ديسمبر كانون الأول 2023.

ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد قطع السلاح الموجود داخل المجتمع العراقي، لكن التقديرات تتحدّث عن أرقام متفاوتة بالعادة بين 13 إلى 15 مليون قطعة سلاح متوسط وخفيف، أبرزها بنادق الكلاشنكوف، و”بي كي سي”، و”آر بي كي” الروسية، إلى جانب مدافع الهاون وقذائف الـ “آر بي جي” التي باتت تُستخدم أخيراً بكثرة في النزاعات القبلية جنوب ووسط البلاد.

إقرأ أيضا