هل يتأثر العراق بتعثر المفاوضات بين السعودية وإيران؟

أجمع خبراء في الشأن السياسي على تأثر العراق بالخلافات المتصاعدة بين السعودية وإيران وتأجيل جولة…

أجمع خبراء في الشأن السياسي على تأثر العراق بالخلافات المتصاعدة بين السعودية وإيران وتأجيل جولة المفاوضات الخامسة بينهما في بغداد، كونه فاقدا لـ”القرار السياسي“.

ويقول المحلل السياسي أحمد ريسان حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العراق لو كانت فيه قيادة حقيقية لما تأثر وضعه السياسي بالخلافات الإيرانية السعودية، لكن بكل الأحوال فإن إلغاء الجولة الخامسة من المفاوضات بين الرياض وطهران ستنعكس على أوضاع العراق الداخلية مع الأسف، كون هذين الطرفين لاعبين مؤثرين في الداخل العراقي“.

ويضيف ريسان، أن “السعودية وإيران لاعبان مؤثران جدا، وفق المعطيات السياسية، من خلال أذرعهم في الداخل، سواء الفصائل الإسلامية أو غير الإسلامية، وعليه فإن أي خلاف سينعكس على شكل أزمات بالداخل العراقي، وهذا ينبع من مبدأ عولمة الخطر خارج حدود هاتين الدولتين“.

وكان من المفترض أن تعقد اليوم الأربعاء، الجولة الخامسة من المفاوضات السعودية الإيرانية في بغداد، لكن طهران أعلنت قبل يومين تعليق المحادثات دون بيان الأسباب.

 

يشار إلى أن وزير الخارجية فؤاد حسين، كان قد أعلن السبت الماضي، أن بغداد ستستضيف جولة جديدة من المحادثات السعودية الإيرانية الأربعاء المقبل.

وجاء تعليق المحادثات بالتزامن مع حدثين، الأول إعدام السلطات السعودية لنحو 80 شخصا بتهمة الإرهاب، نصفهم من المكون الشيعي، والثاني توجيه إيران ضربة صاروخية لأربيل، بذريعة استهداف مقر للموساد الإسرائيلي.

يشار الى أن العراق، استضاف جولات الحوار السعودي الإيراني على أرضه، منذ انطلاق أولى الجولات في 9 نيسان أبريل 2021، بحضور رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان ونائب أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني سعيد عرفاني، وتبع هذا اللقاء في بغداد، توجه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد الى طهران، ضمن إطار مفاوضات إيرانية مع الامارات، وذلك بحسب ما نقل مصدر عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال لقائه زعماء القوى السياسية في بغداد يوم 26 نيسان أبريل الماضي.

وتم قطع العلاقات الإيرانية السعودية، في كانون الثاني يناير 2016 بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران إثر خلاف بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي.

يشار الى أن الحوار السعودي الإيراني في العراق، انطلق بعد 3 أيام من عقد إيران حوارا مع واشنطن بطريقة غير مباشرة عبر الاتحاد الأوروبي، الذي مثل وجهة نظر الولايات المتحدة، وذلك في فيينا.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي علي البيدر، حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذه الجولات من المفاوضات التي تجريها السعودية وإيران في العراق، يفترض أن تخفف من وطأة التدخل الإيراني في الموقف والقرار العراقي، بالإضافة الى أنه على إيران عدم تجاوز عمليات تقويض الإصلاح في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد والسلاح المنفلت“.

ويتابع البيدر، أن “إيران متهمة برعاية الفوضى في المنطقة وعليها إثبات عكس ذلك، عبر اصدار بيانات او  إقامة بعض المواقف أو رفض بعض الأحداث التي تجري أو استنكار بعض العمليات المشينة، وبذلك يمكن الحكم على نجاح تلك البرامج او الخطوات الخاصة بالجوانب الإصلاحية إلى حد كبير، ومن هذا المنطلق يمكن للعراق أن يخطو خطوة ايجابية في هذا الصدد ويستطيع أن يكون راعيا أو مبادرا لتقديم مساحة من السلام وتوسعتها في المنطقة“.

ويستدرك أن “هذه الدول تفكر بمصالحها، والمنظومة السياسية في البلد تفكر بمصالح الآخرين أكثر من مصالحها، فعندما تكون مصلحة إيران استقرار العراق فإنها سوف تعمد على استقراره بكل ما أوتيت من قوة والعكس صحيح، وهذا ينطبق على السعودية ايضا“.

 

ويشير الى انه “لو كانت هناك إرادة عراقية لصناعة رأي عام وصناعة قرار سياسي وسيادي في نفس الوقت، ممكن أن تتوقف تلك الأطراف أو تعيد النظر في حساباتها، لكن للأسف ربما نجد بعض الجهات هي أدوات تخريبية داخل الدولة العراقية تعمل على خدمة أطراف خارجية اكثر من خدمتها للبلاد“.

 

يذكر أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أكد في وقت سابق أن السعودية دولة مهمة في المنطقة، وخلافاتنا يجب ألا تمنع العلاقات بين البلدين، معتبرا أن من ينتفع بهذه العلاقات هم شعوب المنطقة والبلدان.

وحول المفاوضات بين طهران والرياض، أوضح زادة في تصريحه آنذاك، أن المفاوضات في بغداد حققت تقدما رغم أن نتائجها الملموسة كانت قليلة ومحدودة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ايضا قال مؤخرا –لمجلة “ذا أتلانتيك (The Atlantic)” الأمريكية- أن الإيرانيين جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سبل لنتمكن من التعايش.

إقرأ أيضا