وصل الى الفتيات والنساء.. تعاطي المخدرات يعصف بمحافظة واسط

بعد تناولها لملف تعاطي المخدرات داخل محافظة ذي قار، تفتح “العالم الجديد” ملف المخدرات في…

بعد تناولها لملف تعاطي المخدرات داخل محافظة ذي قار، تفتح “العالم الجديد” ملف المخدرات في محافظة واسط، والذي أتى على كلا الجنسين من الشباب، وسط تزايد يومي لأعداد المتعاطين والمدمنين بحسب مسؤولين وأطباء في المحافظة، ممن أشاروا الى وجود إقبال على مراكز علاج الادمان، سواء الرسمية أو العيادات الخاصة، فيما رمى باحث اجتماعي باللائمة على الدولة والمؤسسات الأخرى بحدوث “الانهيار“.

ويقول أخصائي الطب النفسي في محافظة واسط الدكتور مهدي عبدالكريم في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هناك زيادة كبيرة في السنوات الاخيرة بعدد المتعاطين للمخدرات، وأن عدد الداخلين للسجون والمحكومين بسبب هذا الأمر يزداد يوما بعد آخر، وهو دليل على الزيادة الكبيرة للمتعاطين والترويج لها“.

ويبين عبدالكريم، أن “موضوع المخدرات أصبح مألوفا داخل المجتمع، وبالتالي فاننا لا نستغرب عندما نرى أو نسمع بوجود فتيات يتعاطين المخدرات، ولكن مرت علي شخصيا إحدى المحكومات بتهمة تعاطي الكريستال لعلاجها، إضافة الى أن العديد من الأشخاص يطلبون المعونة للعلاج من الادمان“.

ويلفت الأخصائي النفسي من واسط قائلا “لدينا وحدة معالجة الإدمان في شعبة الطب النفسي بمستشفى الزهراء في المحافظة، كما يوجد فريق متخصص لعلاج الادمان”، مبينا أن “فئة الشباب بالعموم يمكن ضمها إلى فئة المتعاطين بمختلف أعمارهم“.

وكانت “العالم الجديد” كشفت في 10 آيار مايو الحالي، عن نسبة صادمة لتعاطي المخدرات في ذي قار، بلغت 20 بالمائة من المجتمع، و5 بالمائة منهم إناث، ما شكل 25 الف انثى متعاطية للمخدرات من مجموع 500 ألف متعاط، فيما رهن المختصين اسباب ارتفاع نسبة التعاطي، بالكبت وعدم الانفتاح وتردي الوضع المادي، فيما شكوا ان ذي قار تفتقر لوجود أي مركز لعلاج الادمان.

وحول ما يجري في واسط، توضح مديرة قسم الصحة العامة في محافظة واسط الدكتورة سندس اللامي خلال حديثها لـ”العالم الجديد”، أن “المخدرات هي آفة خطيرة انتشرت بمجمعاتنا بشكل كبير ومخيف“.

وتبين اللامي، أن “محافظة واسط تحتوي على قسم الصحة النفسية وهو خاص بعلاج هذه الحالات بالقرب من مستشفى الزهراء في المحافظة”، مبينة أن “المخدرات لا تقتصر على عمر معين او جنس، بل تغلغلت في مجتمعنا لتشمل النساء والرجال من الشباب وغيرهم“.

وتؤكد أن “هذا الانتشار تقف خلفه العديد من الاسباب، ومنها الظرف العام المتردي، كما أن انشغال الأهل عن أبنائهم، سواء في مسألة توفير القوت اليومي، أو أي فعل اخر أيضا قد يكون أحد أسباب انحراف الشباب ولجوئهم لهذه الافعال”، مضيفة ان “الانفتاح الذي نعيشه الان هو ايضا قد يكون من المسببات، حيث الانترنت والتواصل مع العالم قد يستغل من قبل البعض بشكل سلبي وليس ايجابي“.

وازدهرت تجارة وتعاطي المخدرات في العراق، وخاصة المدن الجنوبية بعد عام 2003، وبيعت المخدرات بأثمان بخسة في هذه المدن، وفي البصرة تحديدا امتلأت السجون بتجار ومتعاطي المخدرات، ودائما ما تنفذ عمليات أمنية للقبض على هؤلاء الاشخاص.

وفي الآونة الأخيرة، باتت المخدرات تصنع داخل العراق، سواء بمعامل أو عبر زراعتها في مزارع صغيرة سرية، بمساعدة اشخاص من ايران وافغانستان، وهذا ما جرى في البصرة وذي قار وواسط.

الى ذلك، يبين الباحث الاجتماعي داود الغزي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الدولة لو كانت دولة مؤسسات، فانها ستعير أهمية خاصة لبناء اخلاق الانسان، اما اذا انشغلت الدولة عن هذا بحركات داخلية وخارجية، فبالتأكيد سيكون الفرد منفلتا ايضا، انطلاقا من مبدأ: من أمن القاب أساء الأدب“.

ويضيف الغزي، أن “الشعب العراقي مر بظروف وحروب مدمرة، ومنها عدم رعاية الفرد في مرحلة الصبا والشباب، حيث لا يوجد رادع من قبل الحكومة، فضلا عن الانفلات الحاصل داخل المجتمع، خصوصا ما يحدث في المقاهي من تداول للمخدرات، إضافة الى الانترنت الموجود دون اي حساب ورقابة والاستخدام السيئ له والانفتاح على الحريات الغربية، مع غياب الرقابة الأهلية وجميع هذه الامور تؤثر سلبا على حياة الشاب في سن المراهقة“.

ويتابع “المجتمع بصورة عامة خذل الشاب عامة، ابتداءً من الأهل والمدرسة والمؤسسات الدينية والاجتماعية، حيث تشعر هذه الشريحة بأنها مخذولة من قبل المسؤولين عنها، فقد بات العمل على اسعاف هذه الفئات ضروريا جداً“.

يشار الى أن منظمة محلية كشفت في العام الماضي، نسب تعاطي المخدرات التي تجاوز 40 بالمائة بين بعض الفئات العمرية من الشباب، وهي من 15 – 35، فيما تنحصر النسبة الاكبر للادمان بين اعمار 17 – 25 عاما.

ووفق بيان لمفوضية حقوق الانسان، فان مادة “الكريستال ميث” هي الأكثر طلبا في العراق، بالاضافة الى الحشيشة و”الكبتاغون”، التي يتم تداولها بين الشباب، خصوصاً الفئات العمرية بين 17 و35 سنة.

إقرأ أيضا