في استهداف جديد للنشطاء والمتظاهرين، ودّعت محافظة ميسان مساء أمس الثلاثاء، اثنين من أبرز نشطائها إثر تعرضهما لحادث اغتيال من قبل مسلحين مجهولين.
ويقول مراسل “العالم الجديد” في العمارة مركز محافظة ميسان، إن “الناشطين الحقوقيين (عبدالقدوس قاسم) و(كرار عادل) تعرضا لهجوم مسلح أثناء مرورهما بالمنطقة الصناعية في العمارة بساعة متأخرة من ليل أمس (٢٠٢٠/٣/١٠)”.
وورد اسم الناشط المغدور عبدالقدوس قاسم في وثيقة صادرة عن الاستخبارات العسكرية بقيادة عمليات الرافدين في المحافظة، ونشرتها “العالم الجديد” في 12 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تفيد بـ”استهداف الناشطين المدنيين، وخصوصا البارزين الذين لهم دور في محافظة ميسان من قبل جهات مندسة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وزرع الفتنة الطائفية وإثارة الغضب لدى المتظاهرين تجاه الحكومة والأجهزة الأمنية والأحزاب والحركات السياسية في المحافظة”.
وإذ نعى العديد من النشطاء والمدونين، الفقيدين، فانهم تداولوا صورا ومقاطع فيديو مؤلمة لجثتيهما المحاطتين بالباكين من حولهما. (شاهد مقطع الفيديو).
ويقول أحد أصدقاء الناشط المغدور عبدالقدوس قاسم، رافضا الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الشهيد لم يكن يخشى الموت، بل إنه رفض كل التهديدات التي تلقاها، ودعوات اصدقائه بالهرب من مدينته واللجوء الى محافظة او دولة أخرى دون جدوى”.
ويضيف إنها “حقا فاجعة كبرى وخسارة لا تعوض، لأن الراحل كان ملهما للاخرين بشجاعته وجرأته وانتقاده للفساد والقتل”، مشككا بـ”أية إجراءات قد تتخذها الأجهزة الأمنية في الكشف عن الجناة بسبب عجزها عن ملاحقة القتلة السابقين”.
فيما تداول نشطاء محادثة سابقة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بين المغدور عبدالقدوس قاسم، وبين ايقونة الاحتجاجات صفاء السراي في 2016 حيث تقمصا عالم الموتى.
ويشهد العراق منذ نحو خمسة شهور حركة احتجاج شعبية بدأت مطلع تشرين الاول اكتوبر الماضي، ضد الفساد والفشل الحكومي.