توتر أمريكي إيراني.. ولا حرب منظورة في المنطقة

تصاعد التوتر الامريكي الايراني بشكل دراماتيكي، مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس…

تصاعد التوتر الامريكي الايراني بشكل دراماتيكي، مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، ما أثار مخاوف من إمكانية انزلاق الأمور بينهما الى مواجهة مسلحة قد يكون العراق مسرحا لها كما جرى ذلك في الشهور الماضي، الأمر الذي استبعده خبراء ومختصون بالنظر الى عدم رغبة الطرفين في الانجرار الى حرب.

وعلى وقع تقاذف الاتهامات والتهديدات، يقول الخبير العسكري والأمني وفيق السامرائي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة إلى خارج منطقة الشرق الأوسط، وليس خارج الخليج فقط، إنما تدل على عدم وجود نية للقيام بعمليات حربية واسعة في منطقة الخليج”.

ويضيف السامرائي “لا دلائل على حرب منظورة في المنطقة، بعيدا عن الخداع ومحاولات الردع المتقابل، إذ ليس من مصلحة الأمريكان ولا الإيرانيين الحرب حاليا، وإن حدثت فستكون خلافا لسياقات تحليل الاستخبارات، أو بتصرف طرف ثالث منفرد متعمد وهذا يمكن تلافيه”.

ويتساءل “لماذا فتحت أمريكا أبواب مصانعها العسكرية أمام دول الخليج العربية، وماذا عن التوازن الاستراتيجي واحتمالات الحرب”، موضحا أن “السلاح التقليدي سيبقى وسيلة الدفاع الوحيدة لدول العالم الثالث كلها، وهي لذلك تكون مضطرة للحصول عليه ممن يبيع المتقدم منه، فتتسع حالات التنافس بين الدول الصناعية بصرف النظر عن السياسة، إذ كان الاتحاد السوفيتي يحجب الخط الأول المتقدم وأحيانا الثاني والثالث من الأسلحة من صواريخ ودبابات، بعد أن أدركت روسيا أن هيمنتها مستحيلة لأنها لا تمتلك مقومات ومؤهلات الهيمنة، التي يدور الصراع عليها بين أميركا والصين، وسيخسر الطرفان الهيمنة”.

ويتابع أن “أمريكا فتحت أبواب أفضل صناعاتها الجوية والصاروخية التقليدية، عدا برامجها الفضائية والفرط صوتية والإلكترونية أمام دول الخليج العربية، لعرقلة التغلغل العسكري الروسي والصيني، ولإحداث توازن على طرفي الخليج، ويبدو أنها تأمل ببقاء الدول المعنية معتمدة على المصدر الأميركي بلا تدخل عسكري مباشر”.

Image

من جهته، يقول الخبير الأمني صفاء الأعسم، إن “الولايات المتحدة من أكبر الدول في العالم، وتملك أسلحة متطورة وتكنولوجيا حديثة، ولديها القدرة على ضرب أقرب وأبعد الأهداف، وكل دول المنطقة والعالم تعرف قدراتها في هذا الأمر، وأن تحليق القاذفتين في المنطقة هو بمثابة تهديد لأي إجراءات أو أي حدث، إن كان على مستوى إيران أو على مستوى دول المنطقة أو حتى على مستوى فصائل المقاومة”.

ويردف الأعسم في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “الخطوات الاحترازية الامريكية هي ضمان الرد على أي جهة تبادر في مهاجمة مصالحها، وهي تلويح بأنهم جادون في أي عملية تجاوز قد تحدث على بعثة دبلوماسية أو قواعد عسكرية تابعة لها، ولكن العراق لا يتمنى أن يكون ساحة قتال أو محورا في عمليات قتال بين أميركا وإيران، لكن الظروف المحيطة هي التي أفضت إلى وجود تدخلات في العراق”.

وأشار إلى أن “الأمر يحتاج إلى مفاوضات وإيجاد حلول سياسية، وهذا ما حدث فعلا بعد ما شكل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لجنة على أعلى المستويات برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، وربما الأمور تسير نحو الحل”.

ويستمر التوتر الأمريكي الإيراني بالتزامن مع إحياء طهران الذكرى السنوية لاغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في الثالث من كانون الثاني يناير عام 2020، قرب مطار بغداد الدولي.

وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أن أي تحركات عدوانية ضد إيران ستقابل برد عسكري حاسم وقوي وواسع، وفق تعبيره. وذلك خلال تفقده الوحدات العسكرية في جزيرة أبو موسى بالخليج.

إقرأ أيضا