تمسكت واشنطن الخميس، بمطلبها بأن يرحل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. جاء ذلك قبيل محادثات سلام تشمل للمرة الأولى حليفته الأساسية إيران في مشهد يعكس تحسن موقفه منذ انضمت روسيا للحرب لتقاتل بجانبه.
واستبعدت إيران من مؤتمرات سلام دولية انتهت جميعا بالفشل خلال أربع سنوات من الحرب التي قتلت ربع مليون شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين من منازلهم.
لكن بعد أربعة أسابيع من بدء القصف الروسي لخصوم الأسد على الأرض وافقت الدول التي تطالب برحيله ومنها الولايات المتحدة وقوى أوروبية والسعودية على منح إيران مقعدا على مائدة التفاوض.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحفيين لدى وصوله إلى فيينا “أولئك الذين يحاولون حل الأزمة السورية خلصوا إلى أنه بدون حضور إيران لن يكون هناك أي سبيل للوصول إلى حل معقول للأزمة.”
والتقى ظريف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس في فيينا لعقد محادثات تشمل الاتفاق النووي الموقع في يوليو تموز الماضي بين إيران والقوى العالمية الكبرى. والتقى كيري أيضا بنظيره الروسي سيرجي لافروف وكذلك بوزيري الخارجية السعودي والتركي.
وقال توم شانون مستشار وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن إن كيري سيستغل المؤتمر ليرى إن كانت روسيا وإيران تنويان تغيير النهج ودفع الرئيس السوري للرحيل عن السلطة واختبار التزام الدولتين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف إن كيري يريد تقييم “إلى أي مدى هم مستعدون للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أي عملية انتقال سياسي.”
وطالبت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أوروبا والشرق الأوسط بأن يوافق الأسد على الرحيل عن السلطة في إطار أي اتفاق سلام. ويرفض الأسد الرحيل كما رفضت روسيا وإيران مرارا هذه المطالب.
وهون مسؤولون غربيون من شأن الآمال في تحقيق تقدم خلال هذه المحادثات في الوقت الذي أشاروا فيه إلى أن الاجتماع سيوفر برغم ذلك فرصة لاختبار توفر المرونة في موقفي إيران وروسيا.
وتغير الوضع في ميدان القتال وعلى مائدة التفاوض بعد قرار روسيا المفاجئ بالانضمام للحرب قبل نحو شهر.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا ضد الدولة الإسلامية وتقول روسيا أيضا إن هذا التنظيم هو هدفها.
لكن رغم وجود نفس العدو المشترك المعلن فإن لواشنطن وموسكو أصدقاء مختلفين للغاية ورؤى متباينة بشأن سوريا.
وتقول واشنطن إن وجود الأسد يعقد الموقف بتشجيع المتشددين على القتال ضده وتدعم ما تصفها بالمعارضة “المعتدلة”.
وبينما تقول روسيا إنها تقصف الدولة الإسلامية فإن غالبية ضرباتها أصابت فصائل معارضة للأسد بينها من تدعمها واشنطن.
وقال كيري أمس الأربعاء إن واشنطن تكثف جهودها الدبلوماسية لإنهاء الصراع السوري بينما تزيد في الوقت نفسه دعمها للمعارضة المعتدلة التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في أثينا الخميس إن المحادثات ستعتبر ناجحة إذا اتفقت الدول على مبادئ مثل إبقاء سوريا دولة علمانية وإطلاق عملية لتشكيل حكومة انتقالية.
وأضاف “الانفراجة لن تحدث غدا.”
ولم تظهر إيران أي بوادر على استعدادها للتخلي عن الأسد. وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إنه لا يوجد مرشح لخلافة الأسد وإن الأولوية هي مساعدته في قتال الدولة الإسلامية.
وقال المسؤول الإيراني “نساعد سوريا في هذا الأمر وسنستمر في ذلك مادامت الحكومة في حاجة للمساعدة.”
ولم تعلق الحكومة السورية حتى الآن على المفاوضات.
ودعت روسيا لإجراء انتخابات في سوريا رغم تأكيد الأسد على أن الأولوية يجب أن تكون لمحاربة “الإرهاب.” وتصف حكومة الأسد جميع الفصائل المعارضة بإنها إرهابية.