أعلنت شركتا “فيسبوك” و”آبل” عن “ميزة إضافية” لموظفيهما من النساء، تتضمن تغطية تكاليف عمليات “تجميد البويضات”، التي قد يلجأن إليها أثناء عملهن بالشركتين، لمساعدتهن على الإنجاب في وقت لاحق.
وتقوم فيسبوك حالياً بتغطية تكاليف مثل هذه العمليات بالفعل، كجزء من برنامج التأمين الصحي لموظفيها، بحسب ما أكد مسؤولون في الشركة، بينما تخطط “آبل” للبدء في تنفيذ برنامج مماثل اعتباراً من يناير/ كانون الثاني القادم، بحسب تقرير لشبكة NBC الأمريكية.
وتسمح عمليات “تجميد البويضات” للنساء بالاحتفاظ ببويضات مخصبة، مما يتيح لهن فرصة التركيز والتقدم في مجال عملهن، خلال سنوات خصوبتهن التي يكن فيها أقدر على الحمل والولادة، بما يسمح لهن بالإنجاب لاحقاً، بعد وصولهن إلى مرحلة ما يُعرف بـ”سن اليأس.”
ويبدو أن فيسبوك وآبل هما أول شركتين تمتلكان أعداداً هائلة من العاملين، تقدم مثل هذه “الميزة الإضافية” لموظفيهما من النساء، لأسباب غير طبية، غير أن هذه الخطوة وضعت كلتا الشركتين بمواجهة اتهامات بأنهما تشجعان النساء على تقديم العمل على الأمومة.
وتتكلف عملية “تجميد البويضات” حوالي 10 آلاف دولار، على أقل تقدير، لكل عملية، بالإضافة إلى 500 دولار أو أكثر سنوياً، مقابل تخزين البويضات المخصبة، بحسب تقرير NBC، وعادةً ما ينصح الأطباء بـ”تجميد” 20 بويضة، وتتم هذه العملية على مرحلتين من العلاج.
وخصصت الشركتان مبلغ يزيد على 20 ألف دولار لكل موظفة بها للاستفادة من تلك الميزة، وبدأت موظفات فيسبوك في الاستفادة بها فعلياً اعتباراً من العام 2014 الجاري.
وبينما تشير التقارير الطبية إلى أن استخدام البويضات المجمدة لا تؤدي في جميع الحالات إلى الحمل، إلا أن النتائج الأخيرة ترجح حدوث تقدم في معدلات الإنجاب لدى النساء، باستخدام هذه التقنية، التي بدأت تشهد إقبالاً متزايداً في الولايات المتحدة مؤخراً.
يأتي إعلان شركتي فيسبوك وآبل عن هذه “الميزة الإضافية”، في وقت بدأت فيه كبرى شركات التقنية في “سليكون فالي” تتخذ خطوات عملية لزيادة توظيف النساء، بعدما أن سيطر الرجال على معظم المواقع بها لسنوات.
وبحسب إحصاءات كشفت عنها شركة “آبل” الشهر الماضي، فإن 70 في المائة من موظفي الشركة، البالغ عددهم نحو 98 ألف موظف، في مختلف أنحاء العالم، من الرجال، وتقفز هذه النسبة إلى 72 في المائة بالنسبة للمواقع القيادية، و80 في المائة للمواقع الفنية.
وتقود مديرة التشغيل بشركة “فيسبوك”، شيرلي ساندبرغ، حملة للمطالبة بتولي النساء مواقع قيادية ضمن قوة العمل بالشركة، إلا أن إحصاءات الشركة تشير إلى تفوق كبير للرجال على المواقع الوظيفية، كغيرها من الشركات في “سيلكون فالي.”
ووفق تلك الإحصاءات، فإن 70 في المائة من موظفي فيسبوك حول العالم من الرجال، وتصل هذه النسبة إلى 85 في المائة بين قوة العمل بالشركة، ونحو 77 في المائة في الفريق الإداري.