يبدو ان العلاقة بين رئيس الوزراء حيدر العبادي وبين حلفائه في التحالف الوطني تصل يوما بعد آخر الى طريق مسدود مع تصاعد وتيرة التصريحات المتشنجة من قبل الجانبين وما يصاحبها من ردود افعال في الواقع.
وكشف مصدر مطّلع لـ”العالم الجديد” أمس الجمعة، ما دار في اللقاء المثير الذي جمع بين رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الحضرة الكاظمية ببغداد، والذي تم في 23 شباط الماضي.
وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن نفسه فقد “بادر العبادي للذهاب الى لقاء مقتدى الصدر في الحضرة الكاظمية من اجل مناقشة تصورات الاصلاح التي طرحتها مختلف الاطراف ومنها الورقة التي اقترحها مقتدى الصدر، لكنه اصطدم بموقف الاخير فخرج غاضبا من الجلسة”.
وبحسب المصدر “فإن مقتدى الصدر خيّر العبادي اما بقبول خيار اللجنة الذي تم اقتراحه من قبل الاول او التهديد بقيادة مظاهرة لدخول المنطقة الخضراء”، مؤكدا ان “العبادي رفض التهديد وخرج ممتعضا من موقف زعيم التيار الصدري”.
وكان التيار الصدري قد تزعم للجمعة الثانية على التوالي مظاهرات في بغداد خرجت للمطالبة بمحاسبة المفسدين وتشكيل حكومة تكنوقراط. المظاهرة الاولى اقيمت في ساحة الحرية في 26 شباط الماضي، اما الثانية فقد نظمت امس الجمعة عند مدخل المنطقة الخضراء في بغداد.
المظاهرة الثانية نظمت دون الحصول على موافقات رسمية من قبل الجهات الرسمية وفقا لما اعلنته قيادة عمليات بغداد في بيان صدر عنها يوم امس الجمعة. فيما اشارت تقارير صحفية ان سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري هي من قامت بتأمين المظاهرة.
العبادي من جهته وفي تصريحات ادلى بها خلال الايام الماضية عدّ المظاهرات التي قام بها مقتدى الصدر في خانة الاستثمار السياسي، وليس انقلابا على قواعد اللعبة التي تحاصصت عليها الاحزاب المؤثرة منذ العام 2003.
مقتدى الصدر كان قد اعلن في 13 شباط الماضي، عن اقتراحه قائمة بأسماء مستقلين، بهدف تشكيل لجنة لاختيار كابينة وزارية من التكنوقراط، وفيما منحها 45 يوما لتقديم الوزراء إلى العبادي، فقد هدد بأنه “في حال عدم نجاح هذا المشروع فـستكون لنا خطوات أخرى”.