يوم أسود شهدته الأنبار، أمس الأربعاء، إذ قام تنظيم (داعش) الإرهابي بتهجير أسر من قضاء هيت ما تسبّب بقتل عدد من الأطفال في أثناء سيرهم بالصحراء، في وقت تعرّض مقاتلون من عشيرة آلبو نمر، التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية، إلى القتل والتنكيل على أيدي عناصر التنظيم، فيما بقي قضاء الفلوجة محاصراً، ويتعرّض للقصف العشوائي، وسط مقتل مزيد من المدنيين.
وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن “تنظيم (داعش) أقدم على تهجير أهالي منطقة الزوية التابعة لقضاء هيت (70 كيلومترا غرب الرمادي) في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء”. وأوضح أن التنظيم “منع الأسر من الخروج من المنطقة بالسيارات فاضطروا للسير مشيا على الأقدام نحو قضاء حديثة الذي يبعد 160 كيلومترا غرب الرمادي”.
ولفت كرحوت، في حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “عددا من الاطفال توفوا بعد تهجيرهم”. واستدرك “خرجت تلك الأُسر إلى الصحراء بلا ماء ولا طعام وتوفي الأطفال بسبب ذلك”.
واستقبل قضاء حديثة الأسر المهجّرة من هيت.
وطالب عبد الحكيم الجغيفي، قائم مقام القضاء، الجهات المعنية بـ”البدء فوراً بإرسال مساعدات إنسانية وغذائية للأسر النازحة”.
وقال الجغيفي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “قضاء حديثة مستقر أمنيا وتسيطر عليه القوات الأمنية من الجيش والشرطة والعشائر بشكل كامل لكن المدينة تعاني من نقص المواد الغذائية والوقود”.
وهاجم (داعش) قضاء حديثة، مطلع الشهر الحالي، بهدف السيطرة عليه، إلا أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر صدوا الهجوم.
ولا تزال ناحية العامرية في قضاء الفلوجة تحت حصار (داعش) منذ أسابيع. وشنّ الإرهابيون هجمتين شرستين على الناحية في الأيام الماضية، إلا أن التعزيزات العسكرية التي أرسلتها الحكومة المركزية حالت دون دخولهم الناحية.
وقال ستار فالح العيساوي، الضابط في شرطة ناحية العامرية “نحن على أتم الاستعداد لمواجهة أي هجوم يحاول تنظيم (داعش) أن يشنه على الناحية بعد هجومين كبيرين فاشلين شنهما”.
وذكر في حديث لـ”العالم الجديد” أن “التنظيم حاليا يحشد على أطراف الناحية، في نية واضحة للهجوم من جديد”، لكنه أكد أن “عشائر العامرية وقوات الشرطة والجيش تقاتل جنبا إلى جنب لمواجهة أي محاولة للهجوم”.
ولفت إلى أن “تعزيزات عسكرية وقطعات من الجيش وصلت في الأيام الماضية لتكون القوات الأمنية في جاهزية مستمرة”.
وتعرّضت مدينة الفلوجة إلى موجة قصف عنيفة براجمات الصواريخ، وتركز القصف على أحياء النزال، وطعس نعومي، والجولان، والرصافي ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بالمنازل.
واتهم مثنى العاني، رئيس المجلس المحلي المؤقت لمدينة الفلوجة، قوّات الجيش المتمركزة في معسكر طارق ومعسكر المزرعة، بالوقوف خلف القصف.
وقال لـ”العالم الجديد” إن “القصف العشوائي تسبّب بضرب مستشفى الفلوجة التعليمي”.