متحف أمير الشعراء يحتفي اليوم بالذكرى 82 لرحيله

يقيم مساء اليوم الأربعاء، متحف الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي بمنطقة الجيزة في مصر، احتفالية خاصة بمناسبة مرور الذكرى الثانية والثمانين لرحيل شوقي الملقب بأمير الشعراء.

 

وتتناول الاحتفالية التي تقام تحت عنوان “علاقة شوقي بمعاصريه”، علاقة شوقي بمجموعة من أهم رواد النهضة المصرية وهم (سعد زغلول، حافظ إبراهيم، محمود مختار، توفيق دياب).

 

وأشار أحمد فكري مدير المتحف في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، الى أن “الاحتفال هذا العام يركز على جانب مهم وهو علاقة أمير الشعراء برواد التنوير في زمنه، وذلك لتقديم نموذج مشرق من تاريخ مصر المعاصر، ليكون نبراسا تهتدي به الأجيال الجديدة في مرحلة مهمة من تاريخ الوطن”.

 

وأوضح البيان أن “الاحتفالية ستستضيف كلا من محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وعماد أبوغازي وزير الثقافة المصري الأسبق، وعاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث، والناقد أحمد درويش، والكاتب صلاح منتصر، وصلاح دياب، يدير الاحتفالية الإذاعي جمال حماد والشاعر السيد العيسوي، ويتخللها فقرة فنية للمطرب أشرف علي يشدو بروائع قصائد شوقي التي تغنى بها كبار المطربين”.

 

ويعد الراحل من أعظم وأشهر شعراء العربية، ويلقب بـ “أمير الشعراء”، ولد بالقاهرة في 16 تشرين الأول أكتوبر 1868 لأب کردي وأم من أصول ترکية وشرکسية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.

 

وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير.

 

بعدئذٍ سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية. وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين (جمعية التقدم المصري)، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنكليزي. وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.

 

طوال إقامته بأوروبا، كان فيها بجسده بينما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربية وبالشعراء العرب الكبار وعلى رأسهم المتنبي. لكن تأثره بالثقافة الفرنسية لم يكن محدودًا، وتأثر بالشعراء الفرنسيين وبالأخص راسين وموليير.

 

يُلاحظ أن فترة الدراسة في فرنسا وبعد عودته إلى مصر كان شعر شوقي يتوجه نحو المديح للخديوي عباس، الذي كان سلطته مهددة من قبل الإنكليز، ويرجع النقاد التزام أحمد شوقي بالمديح للأسرة الحاكمة إلى عدة أسباب منها أن الخديوي هو ولي نعمة أحمد شوقي وثانيا الأثر الديني الذي كان يوجه الشعراء على أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية وبالتالي وجب الدفاع عن هذه الخلافة.

 

لكن هذا أدى إلى نفي الإنجليز للشاعر إلى إسبانيا عام 1915؛ وفي هذا النفي اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة مطلعا على الأوضاع التي تجري في مصر فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، ومن هنا نجد توجها آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، عاد شوقي إلى مصر سنة 1920.

 

في عام 1927، بايع شعراء العرب كافة شوقي أميرا للشعر، وبعد تلك الفترة نجد تفرغ شوقي للمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا ومن مسرحياته الشعرية، مصرع كليوباترا وقمبيز ومجنون ليلى وعلي بك الكبير.

إقرأ أيضا