ابتسموا فالقادم أسوأ!

الوضع الراهن بإطاره الجديد قد يأخذ حيزا أكبر ومنحنيات أكثر ليبتعد عن مفهوم البحث عن حرية الفرد المفقودة في الأمس والملطخةَ بدم الأبرياء اليوم، بعد ثورات خاضها العرب في طريق الحرية المبهمة الذي أودى بحياة الكثير من الأبرياء في ظل تناسيهم القانون الإلهي الذي ينص على التراحم بين أبناء الدين الواحد والإنسان، كما كان يفكر الفيلسوف الهولندي سبينوزا وكتب عن الحرية \”يتوهم الناس أنهم أحرار لجهلهم الحتميات التي يخضعون لها فلو كان للحجر شعور لقال أني أسقط بحرية\”.

لذلك فقد تنزل القيامة بالإمة الإسلامية قبل وقوعها فتنزل لعنتها على الخليقة اجمعها، فنصل مراحل متقدمة ليس في الصناعة والتطور العالمي بل بعودة الزمان إلى الوراء واتخاذ العبيد والجواري كي يعود القوي يأكل الضعيف، كجوارح الصحراء تنتظر قوياً ليركع وتنهش لحمه وهو حي ومن تبقى يقف متفرجا.

وما ينذر بالسوء الأكبر أننا لن نجد أحدا يقول كلمة حق كما قالها من نقتدي به رسول الخليقة ومن بعده، فنحن يوما بعد يوم ندخل إلى عمق المغارة ليزداد علينا ظلامها، وذنبنا الأعظم كل فرد منا يبحث عن الخلاص والسلام وهو بعيد عنه بعد مشرقنا من مغربه، لذلك تبقى حلولنا وليدة تحادث عقولنا بأن نبقى على قيد الحياة مهما استطعنا، وهذا ليس بالصحيح، لان على أصحاب العقول أن يتصالحوا مع أنفسهم أولا كي يستطيعوا اتخاذ قراراتهم الصارمة، وأن يعلنوا أنهم مسلمون مسالمون وان يبتعدوا عن ملذات الكرسي والمنصب وعن رياء التطوع الذاتي للاقتراب أكثر من البسطاء، فقد أصبحنا منذهلين بالعالم الإسلامي والعربي الذي يكره فيه الأخ أخاه بشدة ليبقى الحل: أن نرحل من عليها كي يبتسموا هم، فالقادم أسوأ.

* إعلامي عراقي

إقرأ أيضا