المرجعية في شهر العسل

كتبت قبل التظاهرات على صفحتي بالفيس بوك ليلة 31 آب، أن كل شيء متوقع في الغد لمنع التظاهرات.. إغلاق جسور وفتاوى وعاظ السلاطين، وغيرها من محاولات منع الحراك المدني في بغداد خاصة. ووصفتها بالطبيعية جدا، بحساب المراهقة السياسية والدينية لدينا. لم استغرب من كذب رئيس الحكومة او تصريح أحد جنرالاته، بأن غلق جسور بغداد كان تحسبا للضربة العسكرية الأمريكية المحتملة لسوريا!!! كل شيء توقعته، حتى الخذلان الإعلامي التلفزيوني الكبير لتغطية التظاهرات، الذي حصل عن تعمد بأغلبيته، وقلة كفاءة من بقية دكاكيننا الإعلامية التي تعرف نفسها جزافا بالقنوات الفضائية، وتضيف على التعريف هراءها المعتاد من قبيل الوطنية أو الأصيلة..الخ من (لعبان النفس).   

عموما، خرجت التظاهرات وصدحت الحناجر التي هرمت هما وقهرا من عشر سنوات ديمقراطية عجاف، بمحطتها الثانية بعد تظاهرات 25 شباط 2011. تظاهرات غضب سلمي عُنفت من سوات، سيئة الصيت، بالناصرية، لتزيد الاحتقان بين طرفي الصراع الشعب والسلطة الحاكمة. والقادم اشد خطورة مع الغليان الشعبي، وهو مستمر بالتصاعد إزاء سلطة برلمان فاسد، وحكومة فاشلة برئيس وزراء مغرور بمليون جندي تحت إمرته لضرب الفقراء، متناسيا أن الإرهابي شاكر وهيب، نزع سروال غروره الأمني في ليلة ظلماء، بهروبه الميلودرامي من سجن أبو غريب هو وأشباهه الـ999+ مصاريف الشحن!

سياسيون وبرلمانيون ورجال دين ومقاولو إعلام وغيرهم، فضلوا الصمت والتخاذل على الوقوف مع شعبهم بقضية حق، طبلوا لها هم أنفسهم كثيرا، ولكن لا أثر لهم صبيحة التظاهرات. لا بأس هي فرصة عظيمة لإسقاط ورقة التوت الأخيرة التي كشفت عهرهم أمام الرأي العام العراقي.

لكن غير الطبيعي والغريب والمفاجئ جدا، هو أمر مرجعية النجف، وهنا اقصد السيد السيستاني نفسه، ما موقفه من التظاهرات الأخيرة؟

حسنا، لا نعلم منه شخصيا، فهو محتجب إعلاميا، وبياناته كلها بسياق يتفق مع حقوق الشعب ومطالبه المشروعة بالأمن ومحاربة الفساد.

الفساد الذي أوجع رؤوسنا به، وكيله احمد الصافي في كربلاء، بمحاربته ونصحه لساسة البلد بالتوقف عن غيهم والالتفات لشعبهم وهمومه.

همّ الشعب توج هذه المرة بمطلب واضح وسهل جدا لا يحتوي على عقدة خوف طائفية أو سقف مرتفع بحملة إلغاء تقاعد النواب والدرجات الحكومية الخاصة. 

توقعتك أيها الصافي، متقدما اهلك وشعبك بالتظاهر ضد السراق الذين تنتقدهم كل أسبوع بصحن الحسين بن علي. سألت عنك متظاهرين في كربلاء، قالوا لم نره! بحثت عنك في الفضائيات عبثا. فهي تبث من جيبوتي باللغة العربية فقط. لجأت إلى المواقع والصحف فلم أجدك ولا نظيرك العباسي.

مواقع التواصل الاجتماعي الكوتشينة الأخيرة لدي، بحثت فيها ساعات، لا شيء. كدت أن أسجلك غائبا عن درس الشعب، وينتهي مقالي هنا بك، غير أن صفحة الشابندر (نعثل) دولة القانون، وخلال البحث، ظهرت بمنشور ((سؤال إلى الشيخ أحمد الصافي! هل تنازل عن راتبه عندما كان عضوا في الجمعية العامة؟ وأي راتبٍ قد فضل البقاء عليه، التقاعدي، أم كمدير عام؟؟)).

سأتعاطف معك، وأترك أسئلة الشابندر المهمة على رواق حقك بالرد، فقط رِدْ على شعبك، لِمَ لمْ تنزل معه إلى الشارع؟

وبرأيك، كيف سينظر إليك الشعب، ومن تُمثله أيضا بعد 31 آب؟

إقرأ أيضا