تصحو ضمائرهم حينما يفقدون المنصب…!

منذ العام 2003، وحتى هذه اللحظة مرت العملية السياسية في العراق بمراحل زمنية مختلفة. التحولات التي حصلت كثيرة وكبيرة جدا، وكأن ذلك العقد من الزمان يسأوي قرنا من الاحداث السياسية. ناهيك عن الجنون العسكري والسياسي الذي اصاب المنطقة برمتها، خصوصا في الفترة الاخيرة. تلك التحولات الداخلية والخارجية انعكست بشكل كبير على الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، على معظم رجال الدولة، كل موسم انتخابي أو حدث مفصلي في العراق يأتي بفوج جديد من الساسة والمتنفذين، وفي ذات الوقت يبعد مجموعة اخرى. هكذا تستقبل الحياة السياسية في العراق في كل شوط من اشواطها وافدين جدد بين الفترة والاخرى، وتودع آخرين سواء كانوا نوابا في البرلمان أو وزراء في الحكومة أو رؤساء هيئات مستقلة أو حتى موظفين من الدرجات الخاصة.
معظم من فقد منصبه من هؤلاء السياسيين واصحاب القرار ينقلبون على اعقاب قناعاتهم السياسية بشكل مثير للشفقة. في بداية تسلمهم المنصب يكون جميع المشاركين إلى جنبهم وطنيين مخلصين حتى لو عملوا جميعا تحت لواء السيد بريمر، لكنهم ما ان يفقدوا المنصب حتى تتحول العملية السياسية برمتها إلى \”ما بني على باطل فهو باطل\”، جميع رجالاتها عملاء إلى امريكا وايران واسرائيل وجميع بلدان العالم وهلم جرا…. ساستنا يتسلّمون المنصب فتبدو التصريحات المعتدلة والداعية إلى الوحدة الوطنية إلى الاتزان بتوجيه النقد لهذا السياسي أو ذاك، لعدم الحديث عن الفساد الاداري إلا بعد الحصول على دليل وبقية القصة معروفة، لكن ذات المسؤول ينقلب على عقبيه، ما ان يفقد المنصب، يطلق الاتهامات في جميع الاتجاهات، يخوّن الجميع، ولا ينظر اليهم إلا كونهم طبقة سياسية فاسدة، بل هناك رؤساء هيئات مستقلة اقتاتوا طيلة السنوات الماضية على فضائح الساسة في الاعلام، فيما صمتوا صمتا مطبقا حينما كانوا يتنعمون بالمنصب \”الحساس\”.
وفق هذه المعادلة تصنف تصريحات معظم الساسة العراقيين حول الوجود الأمريكي في العراق، من لم يحصل على منصب كبير كان يسمّي تلك القوات بـ\”القوات المحتلة\” وتتغير القناعة تماما حين الحصول على منصب. وفق ذات المعادلة ايضا تأتي الصيحات الرافضة للفساد الاداري والخطايا التي ترتكبها الحكومة والبرلمان العراقي، خصوصا ممن كانوا إلى الامس القريب داخل الخندق وممن يتنعمون بسقف المخصصات العالي والصفقات السخية التي تعقد في الغرف المظلمة، وفق تلك المعادلة البائسة ايضا كانت تصنف مواقف معظم السياسيين في العراق تجاه الكثير مما يحصل، والامثلة على ذلك اكثر من أن تحصى.
gamalksn@hotmail.com

إقرأ أيضا