SHINE رائعة السينما الأوسترالية

الأبداع الذي تجلى واضحاً في في فيلم SHINE والذي يعد من أهم إشراقات السينما الأسترالية، وبرزت نقاط قوة الفيلم في السناريو والأخراج، التصوير، الموسيقى والتمثيل، وصولاً إلى كل مكملات الفيلم، من انارة ومونتاج ومكياج وغيرها، فتساندت كل هذه الروافد لصنع هذه الأنسيابية الرائعة والتي جسدت مكامن القوة في صناعة السينما الأسترالية التي تحتضن ثراء الموضوع الأنساني والذي تتعدد مصادره تعدد الثقافات المكونة للشعب الأسترالي.

SHINE من اخراج Scott Hicks والذي اعتمد الأستعارات السردية في تجزيئ الفيلم معتمداً في ذلك على الواقعية الساخنة للقتصاعد الدرامي والتي وفرت عليه اللجوء إلى التقنيات العالية للسينما التي قد تفقر التصاعد الدرامي بدلاً من اغنائه، والمخرج في ذلك استفاد من ثقافة سينمائية جعلته الأذكى في اختيار تلك القفزات بين اللقطات القريبة والبعيدة وكأنه والموسيقى التصويرية يتشاطران في تجسيد الواقعية السحرية والتي تذكرنا بالمنجزات الفائقة للواقعية الجديدة في السينما والتي يحاول مخرجوها التقاط اعمق الجماليات والتي من شأنها تغليف الفيلم بحالة سحرية تقود المشاهد من حواسه إلى مساحات تسافر فيها لغة الكلب يصر اميرا ودلالاتها فتنطلق من محطاتها التكوينات الأخرى للفيلم من لون وديكور وموسيقى.

يحكي الفيلم قصة موهبة مبكرة في عالم الموسيقى \”البيانو\” والطفل الموهوب ديفيد بطل الفيلم ينتمي إلى عائلة متحدرة على الأرجح من الأتحاد السوفيتي السابق والعائلة عبر شخصية الأب ملتزمة دينياً \”يهودية\” ويميل الأب إلى توظيف موهبة ابنه المبكرة في مجال طموحاته هو وليس الأبن، فهو الذي يختار الموسيقى من النوع الصعب على طفل استيعابها كما عبر عن ذلك مدرس الموسيقى، فالأب يصر على تعليم الولد منجزات رحمانينوف الموسيقية ويطلب من حفظ الكونشرتو الثالث وهو الأصعب في عالم الموسيقى التي انجزها رحمانينوف.

وينطلق الصبي ومعلمه في رحاب \”موزارت\” حيث يبدأ الفيض الروحي ويجد مساحاته في اعماق وأنامل الصبي الذي سينجح في اول منافسة موسيقية ليربح زمالة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، فيواجه برفض الأب الذي لايثق بأبنه \”الذي يتغوط في الحمام\” ويعاني من اضطرابات جسدية هي انعكاس لجماحه الروحي، وتتصاعد احداث الفيلم لتتوج بالطلاق بين الشاب ديفيد وعائلته بعد قبوله بزمالة دراسية إلى الكلية الملكية في لندن وبتشجيع من كاتبة استرالية تتبنى رعاية الموهوب ديفيد، وفي لندن يبدأ صعوده الموسيقي بأشراف البروفسور \”باكس\” والذي يتفاجأ بأختيار طالبه للكونشرتو الثالث لرحمانينوف.

يسأل البوفسور تلميذه

-هل انت متأكد يا ديفد؟ انه الأصعب في الموسيقى وقد يقود إلى الجنون !

وأي خطأ سيحطم الناس

فيسأله ديفيد

-ألم تقتنع بجنوني؟

وبعد اصرار ديفيد على اختياره يشاطره البروفيسور حماسه الذي تحصنه روح تطوف في ارجائها الموسيقى.

قام بتشخيص دور ديفيد الممثل Geoffrey Rush وكتب السناريو .Jane Sardi

إقرأ أيضا