جديد العرب

بالأمس دعاني احد الأصدقاء في موقع فيسبوك الى الأعجاب بصفحته الجديدة \”جديد العرب\”. وكعادتي قبل وضع اشارة الأعجاب دخلت الصفحة واخذت لي فرة في ثناياها فوجدتها خالية لأنها جديدة بالطبع. غير ان ما أثار انتباهي ان صاحب الصفحة كتب: من لم يسجل اعجابه فسوف لن يجد نفسه في قائمة اصدقائه بعد اليوم! يا ستّار يبدو انها صفحة مهمة، فلنؤشر بالأعجاب ونشوف.

بصراحة عندي فضول ان تستمر هذه الصفحة فعنوانها جدير بالتأمل والتفكير. ماذا سيكون جديد العرب ياترى؟! وكيف سيقنع صاحبي زوار صفحته بمواضيعها؟!

ثم من اي ثيمة ستكون مواضيع \”جديد العرب\”؟! هل وصل العرب الى الفضاء مثلاً؟!هل اكتشفوا علاجاً لمرض السرطان المتفشي في بلدانهم؟! هل سنّوا قانوناً لحماية الطفل من عنفهم؟! هل حبسوا أباً ختن ابنته خشية الأنحراف؟! هل ستحكي الصفحة عن آخر انجازاتنا العلمية، أم ستكون مواضيعها صوراً لرؤوس مقطعة وأجساد متفحمة، أو ڤيديوهات للذبح والسلخ وأكل القلوب والأكباد؟!

ماهو جديد العرب يا صاحبي كي تدعو الناس للأعجاب به؟!

هل غير سحل عربيٍ لأخيه العربي وسط زغاريد النسوة وتهليل الأطفال؟! ام ذبح مسلمٍ لأخيه المسلم بفتوى شيخٍ ممسوخ؟! أم حرق الأطفال وسبي النساء؟! ام ماذا؟!

ماهو خزينا، أعني جديدنا كي نعجب به؟! العرب يا صديقي ليس لهم جديد الا التفنن في القتل والذبح والكره والضغائن. نكوص لما قبل الجاهلية، وعودة لعصر الكهوف، هل غير ذلك؟

ألم تسمع بأنهم عادوا لشرب بول البعير من أجل التطبيب؟! ألم تقرأ فتوى ارضاع الكبير؟!

ألم يحرّموا جلوس البنت مع أبيها خوفاً من ولوج الشيطان بينهما! هذا هو جديد العرب إن كنت تبحث عنه يا صاح. ومن جديدهم ان السياقة للمرأة زنى، والعطر زنى، وصبغ الأظافر زنى.

قومٌ جلّ اهتمامهم الفرج والمعدة، تراهم يجلسون حول بعير بأكمله ليجعلوه عصفاً مأكولاً، ثم يسافرون لبلدان المغرب ليفرغوا كبتهم الجنسي هناك حيث الفقر والجمال. فإن عادوا وظفروا بمخالف سحلوه بسم الله اكبر.

العرب يا عم اصبحوا عاراً على الأنسانية جمعاء، يكفرون الغرب ويعيشون بنعمته، يأتون لاجئين من عنف سلاطينهم ويحصلون على الحماية والأمن والأمان والضمان الصحي والأجتماعي والمال والسكن ووووالخ ثم يشتمون البلد الذي آواهم وسخر لهم هذا. اتذكر الآن شاباً عربياً يكني نفسه \”ابو مصعب\” عبر البحر مختبئاً في غرفة محرك الزورق أياماً وليال وتحمل اهانة المهربين وشتائم السماسرة كي يصل الى اوربا. وحين وصل وحصل على ما فقده في بلده من امن ومال وسكن وحماية صار يشتم اوربا واهلها. عندما استنكرت عليه ذلك قال (شو مالك يا زلمه بتدافع عن الكفار؟! دول خنازير.. لكاااان، القرآن بيئول دمهم حلال ومالهم حلال وعرضهم حلال.. لكاااان).

هذا نموذج من العرب، ومثله كثير سخّموا ما بقي من سمعة بلدانهم وجعلوا منا اضحوكة للآخرين، فعن أي جديد تتكلم؟!

لذلك انصحك يا صاحبي ان تغلق صفحتك، والا تتعب نفسك فليس للعرب جديد سوى لبس الخزي وركوب العار. دعك منهم فالعرب صاروا أسوء أمةٍ أخرجت للناس. انها أمة السحل يا زلمة… لكاااان.

إقرأ أيضا