شاب إيزيدي يؤسس أول مكتبة في سنجار بعد تحريرها

الحلم بدأ من خيمة وسط الاف غيرها في أحد مخيمات النزوح بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، إذ تحولت الى مكتبة بسيطة متاحة لجميع النازحين، هذا الحلم توسع حتى بات حقيقة واقعية، تمثل بوضع الأساس لمكتبة عامة تضم آلاف الكتب في مدينة سنجار بعد تحريرها وعودة أهلها اليها.

كاميران، شاب ايزيدي نزح كحال أبناء مكونه الديني بعد اجتياح داعش لمناطق سهل نينوى وسنجار تحديدا مع بداية آب أغسطس 2014، واستقر به الحال في مخيم بمحافظة دهوك، حيث واجه تحديات النزوح وآلام فراق الأحبة بالكتب التي أصبحت رفيقه الوحيد في تلك المرحلة التي بدأت غمامتها بالزوال، ليحولها الى سلاح للدفاع عن شعبه، ونقل رسالة سلام من العراق الى العالم.

Image

يقول الشاب كاميران الذي ترك عائلته تعمل في مجال الزراعة بمخيمات النزوح، وعاد الى مدينته المنكوبة إن “الفكرة بدأت في العام 2015، في أول سنة من النزوح، حيث كانت الكتب رفيقة دربي، والان تحول الهدف الى بناء مكتبة عصرية متكاملة تحوي الاف الكتب، وتسهل للقارئ في قضاء سنجار الوصول الى ما يشاء منها”.

ويبين في حديث لـ”العالم الجديد” أن “مشروع المكتبة بدأ من خيمتي في محافظة دهوك، اذ كانت تتضمن مجموعة بسيطة من الكتب، واعلنت عن امكانية القراءة في خيمتي او استعارة الكتب، وذلك بهدف تثقيف النازحين  ونشر ثقافة القراءة، وسعيت الى شراء الكتب واستقبال التبرعات من اجل توسيع المكتبة في الخيمة، ثم خططت لانشاء مكتبة عامة كبيرة ي مدينتي الام سنجار بعد تحريرها”.

Image

هذه الفكرة لاقت دعم وترحيب الكثير من الكتاب العراقيين، من أمثال الروائيين سنان انطون وأحمد سعداوي، ووصلته تبرعات من العراق وخارجه، وهي عبارة عن كتب بالدرجة الأساس وتبرعات مادية لغرض بناء المكتبة في سنجار.

إذ قال انطون في تغريدة على حسابه بموقع تويتر “ادعموا هذا الشاب الرائع، كتب لي من سنجار التي عاد إليها لتأسيس مكتبة أورشينا (سأفعل ما بوسعي لفتح هذه المكتبة البسيطة، خلال ست سنوات في مخيم النازحين كانت خيمتي مكتبة بسيطة للاستعارة المجانية ودعم أهالي المخيم بالكتب، هدفي الآن ربط ثقافة سنجار بالعراق)”.

Image

فيما نشر سعداوي على تويتر ايضا “كاميران كمال، شاب إيزيدي عاد من رحلة النزوح المضنية الى مدينته سنجار، وكان أول ما فكّر به هو العمل على افتتاح مكتبة، تحت اسم “اورشينا”، مبارك لك هذا الجهد والاصرار على مشروعك المعرفي والثقافي في نشر الوعي والجمال”.

ويبين كاميران أن “المكتبة تم تسميتها (اورشينا) والتي تعني أرض السلام باللغة السريانية القديمة، فهكذا أرى سنجار أرضا للسلام، لذلك مشروعي مشروع سلام لجميع مكونات المدينة، خاصة وانها أول مكتبة بعد الإبادة الايزيدية وأول مكتبة منذ العام 1991”.

Image

ويعبر كاميران عن تفاجئه بكمية الدعم التي تلقاها من العراقيين وحجم التبرعات المرسلة اليه، قائلا “حصلت على تشجيع كبير من الأقارب والأصدقاء والناشطين في المحافظات الأخرى، إضافة إلى الكتّاب والروائيين العراقيين الذي أسهموا في نشر الفكرة، والأمر الذي دفع إلى مبادرة من مثقفين عراقيين من محافظات البلاد المختلفة، في إرسال الكتب كتبرعات من أجل رفد المكتبة بها”.

ويشير الى أنه “بعد الإعلان عن الفكرة وتداول الموضوع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تم مباركة المشروع من معهد “غوته” الثقافي الألماني، الذي تعهد بالتكفل بترميم المكتبة وتوفير بعض الأساسيات التي تحتاجها”.

Image

يشار الى أن قضاء سنجار شهد واحدة من أفدح الإبادات البشرية في العصر الحديث بحق الايزيديين، بعد أن سيطر تنظيم داعش على القضاء في 3 اب اغسطس 2014 وقام بقتل الرجال وخطف النساء والفتيات والصبيان على اساس هويتهم الدينية، قبل أن يتم تحريره في تشرين الثاني نوفمبر 2015.

وكشف نشطاء في وقت سابق لـ”العالم الجديد” عن عودة أكثر من 600 عائلة الى قضاء سنجار، وتوزعت على شطريه الشمالي والجنوبي، غير أن ما يتعرض له القضاء من قصف تركي باستمرار بسبب وجود مواقع لحزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، عرقل عودة الكثير من تلك العوائل التي كانت تستعد لشد الرحال الى القضاء.

Image

Image

Image

إقرأ أيضا