وفاة وإصابة 258 طبيبا وافتتاح ردهات جديدة تصيب البصرة بالعجز الصحي

بعد تفشي فيروس كورونا في عموم البلاد، سجلت محافظة البصرة نقصا في شحة الكادر الطبي،…

بعد تفشي فيروس كورونا في عموم البلاد، سجلت محافظة البصرة نقصا في شحة الكادر الطبي، وفيما عزاه نقيب الأطباء في المحافظة الى “إصابة” المزيد منهم بالفيروس، أرجعته خلية الأزمة الصحية الى افتتاح المزيد من الردهات الوبائية الجديدة.

ويقول نقيب الأطباء في محافظة البصرة مشتاق أبوالهيل، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فيروس كورونا تسبب بإصابة 250 طبيبا ووفاة 8 منهم”.

ويضيف أبوالهيل أن “العراق عامة والبصرة خاصة تعاني من قلة الكوادر الطبية في الوقت الحالي”، مبينا أن “التظاهرات الأخيرة للكوادر الطبية جاءت بنتائج، حيث باشرت دائرة صحة البصرة بدعوة الأطباء الخريجين الي مراجعة مقرها وهذا يعني ان هناك انفراجة في قضية شحة الأطباء”.

ويعاني القطاع الصحي في العراق من إهمال كبير، ففي العام الماضي 2019، تم تخصيص 2.5 في المائة من الموازنة الاتحادية البالغة 106.5 مليار دولار لوزارة الصحة، في وقت تم تخصيص 18 بالمائة للأجهزة الأمنية.

ويشير نقيب الأطباء في محافظة البصرة الى أن “عدد الأطباء الجدد المؤمل اضافتهم، سوف لا يقل عن 100 طبيب جديد”، موضحا أن “كورونا تسببت بعرقلة تطبيق قانون التدرج الطبي، باعتبار أن لدينا فقرة في القانون تؤكد على ضرورة التدرج الطبي، وهي تسمى فقرة النمو الطبي للطبيب، وهذه الجائحة عرقلة نمو الأطباء وتوزيعهم في الاقضية والنواحي”.

ويلفت الى أن “أطباء المحافظة ينتظرون افتتاح مشافي جديدة خاصة بفايروس كورونا، لنتمكن من إعادة العمل بمستشفى البصرة التعليمي كمستشفى خدمي عام لابناء المحافظة”.

وتعاني البصرة من نقص شديد في المعدات الطبية الاساسية، فانها تملك ثلاثة أجهزة للأشعة المقطعية ووحدة واحدة للفحص بالرنين المغناطيسي لكل مليون نسمة، وذلك بحسب تقرير نشرته “رويترز”، إذ بينت ان هذه النسبة “لا تذكر مقارنة مع المتوسط العام في الدول المتقدمة والذي يبلغ 26 جهازا للأشعة المقطعية و16 جهازا للرنين المغناطيسي”.

وبحسب رويترز ايضا، فان نسبة الأسرة بالمستشفيات تبلغ 1.1 ونسبة الأطباء 0.8 لكل ألف مواطن في مناطق العراق، فيما تبلغ في اقليم كردستان 1.5 سرير و1.4 طبيب لكل ألأف مواطن.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فان العراق أنفق خلال السنوات العشر الأخيرة مبلغا أقل بكثير على الرعاية الصحية للفرد من دول أفقر كثيرا، إذ بلغ نصيب الفرد من هذا الانفاق 161 دولارا في المتوسط بالمقارنة مع 304 دولارات في الأردن و649 دولارا في لبنان.

وتشير بيانات دولية في العام 2018 الى ان لدى العراق 2.1 ممرضة وقابلة لكل ألف نسمة مقارنة بـ3.2 في الاردن و3.7 في لبنان.

من جهته، يقول عضو خلية الأزمة في محافظة البصرة، حكيم المياحي، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “سبب شحة الاطباء هو افتتاح ثلاث ردهات وبائية فتحت في البصرة لمواجهة فيروس كورونا، ما جعل المحافظة تعاني من شحة في الكوادر الطبية”.

ويلفت الى أن “خلية الأزمة لم تسجل أي تقاعس من الكوادر الطبية والصحية في المحافظة أثناء مواجهة كورونا”.

وكانت نقابة الاطباء قد اعلنت في وقت سابق، عن هجرة 20 ألف طبيب من العراق منذ تسعينيات القرن الماضي ولغاية الان، في وقت يبلغ مجموع الاطباء في العراق 52 ألفا”.

وشهد البلد منذ بدء تفشي فيروس كورونا، تظاهرات حاشدة للاطباء الجدد واصحاب المهن الطبية، مطالبين الحكومة بتعيينهم لسد النقص الحاصل في الكوادر الطبية، في وقت يضمن العراق التعيين المركزي لكل طلبة المجموعة الطبية منذ عقود مضت.

وكانت اخر تظاهرة في 6 أيلول سبتمبر الحالي، حيث نظم اكثر من 100 طبيب وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الصحة في بغداد، للمطالبة بحمايتهم وتعيين الاطباء الجدد.

وكانت مفوضية حقوق الانسان حذرت في آب أغسطس الماضي، من هجرة الأطباء إلى الخارج جراء تكرار الاعتداءات عليهم في وقت يكافح فيه البلد لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

وفي 28 تموز يوليو وافق مجلس الوزراء على تعيين خريجي الكليات الطبية، على ان تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة المالية لتنفيذ هذا القرار، وتشكل لجنة برئاسة وزير التخطيط وعضوية وزيري المالية والصحة، لغرض وضع الآليات لتوفير التخصيصات، لكن المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء احمد الملا طلال قال في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع تويتر “مجلس الوزراء يقرر تعيين الخريجين الذين ينطبق عليهم قانون تدرج ذوي المهن الطبية والصحية على أن تكون مباشرتهم بعد أقرار الموازنة”.

وبلغ عدد الاصابات بفايروس كورونا في العراق 282 ألف و672 اصابة، فيما بلغ مجموع الوفيات 7881 حالة، فيما بلغت حالات الشفاء 217 الف و396 حالة.

إقرأ أيضا