تفاصيل جديدة عن استهداف أستاذ جامعي بـ”التيزاب” في ميسان

لا تزال اصداء تعرض الاستاذ في جامعة ميسان صلاح مهدي الى هجوم بمادة “التيزاب” الكمياوية،…

لا تزال اصداء تعرض الاستاذ في جامعة ميسان صلاح مهدي الى هجوم بمادة “التيزاب” الكمياوية، تلقي بظلالها على أساتذة الجامعات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دعوات للكشف عن الفاعل وحماية الأساتذة وتنظيم وقفات احتجاجية، عزا مصدر مطلع أسباب الجريمة الى “خلاف عائلي”.

ونظم اساتذة كلية التربية في  جامعة ميسان، الثلاثاء الماضي، وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي، منددين بالاعتداء الذي طال أحد مهدي رئيس قسم الجغرافيا الأسبق، معتبرين الاستهداف تطاولا وتعديا على علماء واساتذة الجامعة، فيما طالبوا الجهات الحكومية والأمنية بتقديم الجناة إلى العدالة وحماية منتسبي الجامعة.

ويقول أستاذ القانون في جامعة ميسان رائد المالكي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحادثة تعتبر الاولى التي تحصل في تاريخ التعليم بالمحافظة، وبحكم عملنا وتدريسنا للتحقيق الجنائي، فان اساليب ارتكاب الجريمة مرتبط بسبب ارتكابها، فمثلاً الاسلوب العشائري معروف بكيفية اخذ انتقامه، او اسلوب العصابات الذي يكشف كيفية تنفيذ جرائمهم، إلا أن ارتكاب مثل هذه الحوادث يعتبر ضمن اسلوب التشفي والانتقام”.

ويضيف المالكي “ربما يتم ادراجها ضمن حوادث اثارة الهلع بين الاوساط العلمية في الجامعة، واشاعة نوع من الترهيب”، مبينا أن “هذه الجرائم لا يكون فيها الاستهداف بهدف القتل، بل ربما تشويه شكل شخص ما”.

ويلفت الى ان “المجني عليه لا توجد لديه أية عداوات شخصية، وهو ليس من الاشخاص الذين يبحثون عن المشاكل”.

بدوره، يوضح مصدر مطلع لـ”العالم الجديد”، ان “حادثة الاستاذ الجامعي لا علاقة لها بقضية التدريس، والحادث ينطوي على خلاف عائلي”.

ويردف أن “الحادث رغم تقييده ضد مجهول حتى الان، إلا ان اصابع الاتهام تشير الى ان الجناة على علاقة بزوجته الاولى”. 

وعلقت نقابة الاكاديميين العراقيين على الحادثة، مؤكدة انها ستفتح باب التبرع في حال لو لم تتبنى الجهات ذات العلاقة إسعاف الأكاديمي الذي كان ضحية لعملية وحشية.

وذكرت النقابة في بيان شديد اللهجة، انه يوم بعد آخر تثبت الوقائع عدم مقدرة الأجهزة الأمنية على حفظ الامن الداخلي لفئات الشعب المختلفة، وأننا اذ نحمل الجهات الأمنية مسؤولية ما جرى في حادثة الاستاذ الدكتور  صلاح مهدي التدريسي في جامعة ميسان ونطالب بالكشف الفوري عن ملابسات الاعتداء الغاشم بأستخدام مادة التيزاب في حاثة غريبة تعتبر سابقة خطيرة تحدث لأول مرة.

وأعربت عن أملها بوزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة، بالأسراع بنقل المجنى عليه للعلاج خارج العراق لتدهور حالته الصحية، فأننا نفتح في النقابة باب التبرع في حال لو لم تتبنى الجهات ذات العلاقة إسعافه.

من جانبه، كشف مصدر طبي لـ”العالم الجديد”، أن “الأستاذ صلاح مهدي عريبي الزيادي تم نقله الى محافظة البصرة بسبب سوء وضعه الصحي، حيث بلغت نسبة الحروق فيه أكثر من 65 بالمائة، وهي نسبة عالية جداً، كون مادة التيزاب التي تم استهدافه بها، قد نزلت من منطقة الرأس الى منطقة الصدر، ثم البطن، وحتى المناطق الحساسة في جسمه”.

ويؤكد ان “الزيادي فقد بصره حتى الان بسبب الحادثة، وربما تتفاقم ازمته بسبب شدة المادة وكثرتها التي تعرض لها اثناء الهجوم”.

الى ذلك، يبين المعاون الامني لمحافظ ميسان، قاسم عيسى في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحكومة المحلية في المحافظة تأسف لما حصل بشأن حادثة الاستاذ الجامعي”، مؤكدا ان “القوات الامنية لا تزال تجري تحقيقها بالموضوع، وحين اكمال التحقيقات بالحادثة بشكل مفصل سيتم الاعلان عنها”.

وكانت جامعة ميسان، أصدرت في وقت سابق بيانا حول الحادثة، دانت فيه الحادث الذي طال الزيادي، وأكدت أن هذا الاعتداء السافر يمثل تهديدا للملاكات التدريسية والنخب الاكاديمية في الجامعات العراقية كافة، كونهم ضحوا وقدموا الكثير من العطاء العلمي والمعرفي وخدموا المسيرة العلمية وخرجوا الاجيال التي رفدت البلد بالطاقات العلمية في شتى المجالات وفي اقسى واصعب الظروف.

إقرأ أيضا