تحقيق استقصائي يرصد “انتحار نساء الموصل”

سلط تحقيق استقصائي، نشرته صحيفة عربية، الضوء على حالات الانتحار لدى نساء مدينة الموصل، نتيجة…

سلط تحقيق استقصائي، نشرته صحيفة عربية، الضوء على حالات الانتحار لدى نساء مدينة الموصل، نتيجة للعنف والاستغلال الجنسي الذي تعرضن له بسبب الأحداث التي عاشتها المدينة منذ سيطرة تنظيم داعش وحتى الان.

التحقيق الذي نشر بعنوان “الحياة مخيفة اكثر من الموت.. نساء الموصل بين الانتحار والرغبة به”، أعدته الصحفية سهى عودة، شملت فيه نساء أعمارهن بين 17 – 60 عاما.

وبشأن كواليس التحقيق، تقول عودة في حديث لـ”العالم الجديد” إن “كل النساء اللواتي التقيت بهن خلال التحقيق حاولن الانتحار لأكثر من مرة، وما زلن يفكرن وينوين وضع حد لحياتهن، وان دوافعهن متعددة تبدأ من الفقر ويرافقه عنف أسري متزايد وسط غياب الحماية للنساء والعنف داخل المجتمع تجاههن”.

وتضيف بأن “تأثير الحرب الأخيرة والعمليات العسكرية أدى الى حدوث تفكك البنية المجتمعية للأسر في محافظة نينوى، وهذا كان له بالغ الأثر على النساء بشكل خاص وعلى صحتهن النفسية، حيث ازدادت امراض القلق والاكتئاب لأسباب تتعلق باليأس وفقدان الأمل وعدم وضوح الرؤية للمستقبل، إضافة الى معاناتهن من اضطرابات ما بعد الصدمة الناتجة عن العمليات العسكرية، خصوصاً أن القتال كان شرساً داخل الأحياء السكنية حسب الأطباء النفسيين والاخصائيين”.

وتؤكد عودة، أن “السلوك الانتحاري، أصبح في تصاعد يثير القلق، وهو سلوك اندفاعي يشمل التهديد والتلويح بالانتحار، ناتج عن المشكلات الاجتماعية والضغط العائلي، ويحدث غالباً بدون تخطيط مسبق، لكنه قد يؤدي للموت”.

ومن بين المتحدثين في التحقيق الاستقصائي، هو الدكتور محمد صالح القيسي، اختصاص الطب النفسي في مستشفى ابن سينا التعليمي الحكومي، الذي يقول إن “الموصل لا تمتلك سوى 3 مراكز صحية متخصصة بالطب النفسي، وعملها لا يتجاوز الاستشارة الخارجية ولا يتوفر اساسا مكانا لمبيت المرضى”.

 

ويشير في حديثه “لا يوجد طبيب مختص بمتابعة المرضى أو المواظبة على إحالتهم إلى المستشفيات داخل احياء الموصل، فالطبيب الواحد في المستوصفات الطبية يقدم خدمات عديدة، منها الصحة الإنجابية للحوامل، اللقاح، تخصص الأمراض الباطنية وغيرها”.

ومن القصص الذي ذكرت في التحقيق، هي قصة فتاة تدعى زينب ذات الـ20 عاما، والتي تراجع مركزا للدعم النفسي، بسبب تعرضها لاستغلال جنسي واغتصاب من قبل خالها، وذلك بعد أن توفي والداها جراء الحرب، وقـُتِل شقيقها على يد جهات مجهولة، إضافة إلى تعرضها لابتزاز جنسي متكرر من بعض موظفي الدوائر الرسمية.

ومنذ سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى، عانت النساء في المحافظة من شتى أنواع العنف، إذ اختطف داعش نساء كثر وجرى اغتصابهن وبيعهن، وأطلق سراح أغلبهن بعد عمليات التحرير، فضلا عن إقدام التنظيم على قتل مئات الرجال من المدينة ودفتهم بمقابر جماعية، نظرا لعدم تعاونهم معه، ما خلق أراملا وأيتاما بعدد كبير.  

ونشرت “العالم الجديد” في وقت سابق، تقريرا مفصلا عن انتشار التسول في المدينة، عقب عملية التحرير، بعد ارتفاع معدل الأيتام بالمحافظة، وعدم توفر الأعمال وتدمير أغلب المصالح منذ عام 2014، ودون وجود أي حلول جذرية من قبل الجهات المعنية.

إقرأ أيضا