بادين بين الاعتذار عن الاعتذار وسر عبارته: “مرحبا بالجميع، أنا زوج جيل”

رصد الصحفي سيباستيان سميث مواقف ومفارقات طريفة تميز تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرا إلى…

رصد الصحفي سيباستيان سميث مواقف ومفارقات طريفة تميز تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرا إلى أن أقوى رجل في العالم يعبر عن مشاعره دون مواربة ” فيضحك ويبكي ويعتذر، خلافا لأسلافه”.

افتتح سيباستيان مقاله بالقول إن بايدن فاجأ الجميع يوم الاثنين في غلاسكو في اسكتلندا “حين اعتذر باسم الولايات المتحدة عن قرارات اتخذها سلفه دونالد ترامب الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية قبل عام بالتمام”، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي بايدن أيضا في اليوم السابق “أدمعت عيناه في روما حيث التقى البابا فرنسيس، حين استذكر ابنه بو، الذي توفي عام 2015”.

ولفت الصحفي إلى أن بايدن، بعد ثقة باراك أوباما الهادئة، وما وصفه بتبجح دونالد ترامب ومفاخراته، يتفرد “بالبوح بما يشعر به”، وهو على النقيض من المبدأ السياسي الراسخ بأن الاعتذار يعني الإقرار بالضعف، “لا يتوانى عن إبداء أسفه، فيأسف لوصوله متأخرا، ولإسرافه في الكلام، يأسف لكونه مملّا، على حد قوله، أو أقل ذكاء من مستشاريه المجتمعين معه!”.

وفي لقطة طريفة، يقول الصحفي في توصيفه لبايدن إن اعتذاراته غالبا ما تصب “في سياق الاستهزاء بالذات، فيعرّف عن نفسه على الدوام في حضور السيّدة الأولى زوجته بالقول (مرحبا بالجميع، أنا زوج جيل!)”.

وفي موقف مشابه، ذكر سيباستيان أن بايدن في الغالب يتلقى “الأنباء السيئة، وهي كثيرة في الآونة الأخيرة، بابتسامة أو ضحكة”، مشيرا على سبيل المثال أن الرئيس الأمريكي حين تبين له” أنه لا يملك الأصوات اللازمة لتمرير خطته لتأمين الجامعات العامة مجانا لجميع الأميركيين، مازح قائلا إنه لن يلقى ترحيبا في سريره الزوجي، في إشارة إلى أن زوجته أستاذة في جامعة عامة. وقال ضاحكا (هناك الكثير من الغرف في البيت الأبيض)”.

وتطرق الصحفي إلى سمة أخرى في تصريحات بايدن وصفها بـ “الاعتذار عن الاعتذار”، مشيرا في هذا السياق إلى أن الرئيس الأمريكي بدأ في أسلوب بات معهودا “اعتذاره يوم الاثنين عن إخراج ترامب لأمريكا من اتفاق باريس حول المناخ، بالاعتذار عن تقديم اعتذاره. وقال (أفترض أنه لا يجدر بي الاعتذار، لكنني في الواقع أعتذر)”.

ورأى صاحب المقال أن بايدن بدا “صادقا في اليوم السابق عندما تحدث بكلام مؤثر عن وفاة ابنه بو جراء إصابته بسرطان في الدماغ. فبعد لقائه مع البابا فرنسيس، لفت إلى أن البابا زار الولايات المتحدة بعد قليل من وفاة بو، فقدم له تعازيه. وقال بايدن في روما إنه وجد (عزاء كبيرا) في تعاطف البابا ومواساته في وقت (كان الجرح لا يزال مفتوحا)”.

وتحدث الصحفي من جهة أخرى كيف يرى الأمريكيون رئيسهم البالغ من العمر 78 عاما، مشيرا إلى أن صورة بايدن تحولت وبات “بنظر العديد من مواطنيه أشبه بقريب فهيم ومرح في آن. أما منتقدوه، فيعتبرون ذلك مؤشرا إلى أن بايدن أضعف من خوض المعارك السياسية الشرسة التي تغص بها أروقة واشنطن. ويشيرون بصورة خاصة إلى عجزه عن تمرير خططه الاستثمارية الطموحة رغم سيطرة حزبه الديمقراطي على الكونغرس، ويذهب البعض حتّى إلى حدّ التشكيك في قدراته الذهنية”.

 وعن شعبية الرئيس الأمريكي، يلفت الصحفي إلى أن بادين بعد تسعة أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض يجد نفسه “في موقع غير مشجع، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (إن بي سي نيوز) مؤخرا أن 54% من الأميركيين لا يوافقون على سياسته، مقابل 42% يدعمونها. ولا يمضي يوم من غير أن يوجه إليه ترامب سهامه، مدّعيا، خلافا لكل الوقائع، أنه فاز في انتخابات 2020، وممهدا الطريق لخوض الانتخابات المقبلة عام 2024..”.

وفي السياق ذاته، يقول المقال إن القلق يسود المعسكر الديمقراطي، “وفيما يخوض مرشحه انتخابات الثلاثاء لمنصب حاكم ولاية فرجينيا، تشير التوقعات إلى احتمال هزيمته فيها أمام مرشح موال لترامب، ما ينذر بخسائر فادحة خلال الانتخابات التشريعية التي تجري العام المقبل في منتصف الولاية الرئاسية”.

ومع ذلك لا يسمح بايدن لهذه التوقعات بأن تحبطه “وأقصى ما يعلق عليها بالقول باستياء (هيّا!)، وحين سئل في روما عن نسبة التأييد له، هزّ كتفيه قائلا إن استطلاعات الرأي (ترتفع وتهبط)”.

إقرأ أيضا