مسيحيو العراق.. التناقص جنوبا والتركيز شمالا

عوامل عدة دفعت المسيحيين من مختلف مدن العراق الى التوجه لإقليم كردستان، الذي بات يضم…

عوامل عدة دفعت المسيحيين من مختلف مدن العراق الى التوجه لإقليم كردستان، الذي بات يضم نحو 80 بالمائة من اعدادهم في العراق، بحسب راعي كنيسة في اربيل، حيث أشار أيضا إلى ان أبناء المكون شعروا بـ”المساواة” في الاقليم، فيما كشف راعي كنيسة في البصرة عن فقدان المحافظة لغالبية المسيحيين، عازيا الأسباب الى “عدم ثقافة” بعض فئات المجتمع والتهديدات والاغتيالات التي طالتهم.    

ويقول الأب إستيفان كار، راعي إحدى الكنائس في محافظة اربيل باقليم كردستان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أي إحصائية دقيقة لا توجد باعداد المسيحيين في المحافظة، ولكن الآن حوالي 75 – 80 بالمائة من المسيحيين في العراق هم في كردستان والمناطق المتنازع عليها، واكبر تجمع للمسيحيين هم في مدينة عين كاوا بمحافظة اربيل، بالاضافة الى دهوك وزاخو”.

ويضيف كار، أن “أوضاع المسيحيين تأثرت بالازمة الاقتصادية في الاقليم، لكونهم جزء من المجتمع”، مؤكدا أنه “في الاقليم لا توجد تفرقة، فلم نعاني من عدم قبول الشباب في الوظائف لكونهم مسيحيين، فالكل سواسية هنا”.

ويشير إلى أن “أعداد المسيحيين في كردستان بتزايد، وبعد 2003 تهجر العديد من الجنوب من المسيحيين وجاءوا الى الى الموصل او كردستان، ولكن بعد هجمات داعش والاوضاع غير المستقرة أمنيا واقتصاديا، شهدنا موجة نزوح وهجرة جديدة سواء للاقليم او خارج العراق”. 

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، شدد في 14 آب اغسطس الماضي، على ان الوجود المسيحي في العراق، هو واحد من أهم ركائز هذا التنوع العميق، الذي يسهم اليوم في حماية النظام الديمقراطي، ويقدم الحلول للخلافات السياسية، داعيا المهاجرين من المسيحيين أو من بقية الأطياف العراقية للعودة إلى العراق، ومؤكداً على تقديم كامل الدعم لتسهيل هذه العودة والاستقرار.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت هجرة أبناء المكون المسيحي نحو الدول الاوروبية، لاسباب اقتصادية وامنية واجتماعية، وارتفعت نسبة الهجرة بعد عام 2003، وما شهدته البلاد من تردٍ كبير في الأوضاع الأمنية، ورافق الهجرة مشاكل اخرى أبرزها السيطرة على عقاراتهم، كالمنازل والبنايات من قبل بعض الجهات المسلحة والاشخاص المرتبطين بها، وجرت الكثير من عمليات التزوير للاستيلاء على هذه الممتلكات.

يشار الى أن أعداد المسيحيين في العراق حاليا يبلغ نحو 400 ألف شخص فقط، بعد أن كان العدد مليونا ونصف المليون، وذلك بحسب رئيس الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، حيث صرح لـ”العالم الجديد”، في تموز يوليو الماضي.

الى ذلك، يبين راعي كنيسة العذراء للسريان الارثذوكس في البصرة الأب سمعان كصكوص، خلال حديث لـ”العالم الجديد” أن “اعداد المسيحيين في البصرة، قليلة جدا مقارنة بالسنوات الماضية، فهي الان تبلغ 300 عائلة لكل الطوائف المسيحية، بينما كانت قبل 2003، وفقط من طائفتنا الأرثدوكس هي 150 عائلة بينما الان 15 عائلة من الطائفة”.

ويتابع أن “أسباب مغادرة العوائل هي عدم الاستقرار الامني والمعيشي، بالاضافة الى المستوى الثقافي المتدني للبعض، ما دفع المسيحيين الى أن يشعروا بالخوف فضلا عن تهديدهم والاغتيالات بحقهم، كلها أمور دفعتهم الى ترك المحافظة”.     

وكانت “العالم الجديد”، قد كشفت في كانون الأول ديسمبر 2020، عن تناقص أعداد المسيحيين في جنوب العراق بشكل كبير، وبحسب تقريرها السابق، فإن قرابة 150 عائلة بالبصرة، أحيت قداس الميلاد الأخير في الكنائس: الكلدانية، الأرمنية، السريانية الكاثوليكية، أما في كنائس السريان الارثوذكس، الانجيلية المشيخية الوطنية، فقد أحيت القداس فيها قرابة 10 عوائل فقط، فيما تحوي ذي قار عائلة مسيحية واحدة، وفي ميسان أحيت 14 عائلة القداس.

إقرأ أيضا