عام على زيارة بابا الفاتيكان.. ماذا جنى مسيحيو العراق؟

بعد عام على الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان الى العراق، لمس المكون المسيحي في البلد تغييرات…

بعد عام على الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان الى العراق، لمس المكون المسيحي في البلد تغييرات إيجابية عديدة، لاسيما على مستوى العقارات المستولى عليها، حيث أعيد الكثير منها، فضلا عن إعادة تأهيل قرى ومدن مسيحية دمرت خلال اجتياح داعش لنينوى، وذلك بحسب مسؤولين ورجال دين من المكون المسيحي. 

ويقول مسؤول الإعلام في الوقف المسيحي فائق عزيز خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة بابا الفاتيكان الى العراق قبل عام، أحدثت تقدما ملحوظا، خاصة فيما يتعلق بموضوع العقارات، حيث أن الكثير منها أعيد الى أصحابه، بعدما جرى الاستيلاء عليها سابقا”.

ويضيف عزيز، أن “وضع المسيحيين في العراق بصورة عامة شبه مستقر، حاله حال جميع العراقيين”، لافتا الى “تقديم طلب لزيادة ميزانية ديوان الوقف المسيحي، وحصول وعود بالاستجابة للطلب، دون تحققها لغاية الآن”.

واحتفل العراق يوم أمس 5 آذار مارس، بالذكرى الأولى لزيارة الحبر الأعظم بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق، وقد أطلقت الحكومة على هذا اليوم اسم “يوم التسامح”.

وقد قال رئيس الجمهورية برهم صالح بهذه المناسبة “نستذكرُ اليوم باعتزاز الذكرى السنوية الاولى لزيارة قداسة البابا فرنسيس، وقد جسّد حضوره ببغداد والنجف الأشرف وأور وأربيل ونينوى رسالة تضامن إنسانية كبيرة مع بلدنا وشعبنا بكل اطيافه ومكوناته، المُضحّون لحماية تعايشهم رغم المصاعب والمحن والتوّاقون للأمن والسلام والعدالة”.

فيما وصف رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي اليوم بـ”يوم التسامح والتعايش الوطني إعادة تذكير بحقائق الوئام الاجتماعي العميق في عراق الحضارة والتنوع.. زيارة البابا فرنسيس إلى أرض الرافدين وسط ترحيب كل العراقيين وتتويج الزيارة بلقاء المرجع الأعلى السيد السيستاني قد عكست جوهر شعب العراق وعمقه الحضاري وإنسانيته”.

وكان بابا الفاتيكان فرنسيس، قد زار العراق في 5 آذار مارس الماضي، عدت زيارة تاريخية والأولى من نوعها لأي من بابوات الفاتيكان في التاريخ، وأجرى خلال زيارته جولة شملت كنائس العاصمة بغداد ومدينة أور الاثرية في ذي قار، حيث منزل النبي ابراهيم الخليل، والتقى أيضا المرجع الديني علي السيستاني في النجف، بالاضافة الى زيارته للموصل وأربيل.

وعقب تلك الزيارة التاريخية، تجدد لقاء الكاظمي بالبابا فرنسيس، وذلك خلال جولة أوروبية أجراها رئيس الحكومة شملت مقر الاتحاد الأوروبي ومقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل، وجدد خلال لقائه فرنسيس التزام الحكومة بالعمل من أجل ترسيخ وجود المسيحيين العراقيين وأبناء الأقليات الأخرى في أراضيهم كجزء أساسي من نسيج مجتمعاتهم، وتسهيل عودة النازحين والمهاجرين منهم الى مناطقهم الأصلية، فضلا عن تأكيده على أن “الحكومة ماضية بإعمار ما دمر من الكنائس الأثرية على يد عصابات داعش الإرهابية، بالاضافة الى سعي الحكومة الجاد لإعمار مدينة أور نظرا لأهميتها التاريخية”.

من جهته، يبين الخوري بيوس قاشا، راعي كنيسة مار يوسف في العاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة بابا الفاتيكان هي تاريخية، ويوم أمس أجري احتفال برعاية رئيس الجمهورية برهم صالح بهذه المناسبة، وتم فيه توقيع كتاب أصدرته بعنوان زيارة وتاريخ البابا في العراق، ويحكي قصة مجيئه للعراق وحديثه مع المسؤولين الرسميين والكنسيين وغيرهم”.

وبشأن وعود رئيس الوزراء التي قطعها للمسيحيين، يلفت قاشا، بالقول “نحن لا ننتظر تحقيق الوعود للمسيحيين فقط، بل ننتظر بناء الوطن للجميع، وعليه يجب أن نكون متعاونين بأخوة واحدة، فما فائدة تحقيق الوعود للمسيحيين دون غيرهم، فهذا لا يجوز، حيث كلنا أبناء هذا البلد الجريح، ونعمل من أجل بنائه”، مبينا “ما تحقق خلال العام الماضي، هو افتتاح نصب الشهادة والوفاء الذي يحكي جريمة داعش ضد المسيحيين وفيه علامة على مبادرة الجيش العراقي والقوات الأمنية والحشد الشعبي، كما تحقق إعادة بناء القرى والمدن، وفيما يخص الهجرة فإن العالم كله في قلق خاصة، وهذا ملف شائك”.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت هجرة أبناء المكون المسيحي نحو الدول الاوروبية، لأسباب اقتصادية وأمنية واجتماعية، وارتفعت نسبة الهجرة بعد عام 2003، وما شهدته البلاد من تردٍ كبير في الأوضاع الأمنية، ورافق الهجرة مشاكل اخرى أبرزها السيطرة على عقاراتهم، كالمنازل والبنايات من قبل بعض الجهات المسلحة والأشخاص المرتبطين بها، وجرت الكثير من عمليات التزوير للاستيلاء على هذه الممتلكات.

إقرأ أيضا