بعد غزو أوكرانيا.. دولة مجاورة تتخوف من تحولها هدفا تاليا لبوتين

طمأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زعماء مولدوفا، أمس الأحد، إلى أن الولايات المتحدة ستنظم…

طمأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زعماء مولدوفا، أمس الأحد، إلى أن الولايات المتحدة ستنظم معارضة دولية للعدوان الروسي “وقتما وأينما” يقع.

لكن يبدو أن حديث بلينكن لم يطمأن مخاوف الدولة التي يتبادل مواطنوها الرسائل الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي مع تحرك القوات الروسية عبر أوكرانيا المجاورة، حسبما تنقل صحيفة واشنطن بوست.

ويخزن بعض سكان مولدوفا العملات الأجنبية ويضعون خططا للفرار.

ويقول الكثيرون، الذين يرون كيف انهارت الحياة فجأة في أوكرانيا، إنهم يخشون احتمال وقوع كارثة في بلدهم؛ فكل ما يتطلبه الأمر هو أن يوسع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طموحاته.

وقال إفغيني ليوفت (32 عاما) الذي يعيش في كيشيناو عاصمة مولدوفا: “لا يمكنك أبدا معرفة ما يدور في ذهن الشخص المجنون“.

بعد عشرة أيام من الصراع الذي يغير التحالفات ويقلب النظام العالمي، تلحق التداعيات مباشرة ببلدان مثل مولدوفا والجمهوريات السوفيتية السابقة التي توازنت لسنوات بين الشرق والغرب، غير أنها تدرك الآن أن موقفها الوسطي لا يمكن الدفاع عنها.

في مولدوفا، سرّعت الحرب من الاتجاه نحو التوافق الكامل مع أوروبا. ووقعت البلاد، الخميس الماضي، طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما وصفه رئيس وزرائها بأنه تصويت لصالح “الحرية“.

وتقول مولدوفا إن أكثر من 230 ألف لاجئ عبروا حدودها من أوكرانيا منذ بدء الحرب يوم 24 فبراير.

وضمن جولة في أوروبا الشرقية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، قال بلينكن، وإلى جواره مايا ساندو رئيسة مولدوفا، إن الولايات المتحدة تدعم تطلعات مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن هذا الأمر يقرره التكتل الأوروبي.

ووصف بلينكين البلاد بأنها مثال “قوي” للديمقراطية التي تتحرك إلى الأمام وليس إلى الوراء.

لكن في حين أن مولدوفا لم تشعر أبدا بأنها أقرب إلى أوروبا، لم تشعر أيضا بأنها أكثر عرضة للتأثر بالكرملين.

وتندفع القوات الروسية نحو المدن الساحلية على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا، بما في ذلك أوديسا، التي تقع على بعد 48كم من حدود مولدوفا.

وقبل عدة أيام، عرض رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، خريطة لمعركة أظهرت سهما يشير إلى مولدوفا، قائلا إن أيا من الوحدات العسكرية في بلاده لم تتحرك من قواعدها، لكن البلاد يمكن أن تحشدها في غضون يومين إلى ثلاثة أيام في حالة الخطر.

وردا على سؤال حول الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة لمولدوفا في ضوء العدوان الروسي على أوكرانيا، أشار بلينكن إلى الجهود الأميركية لتعبئة التصدي الدولي الذي أدى إلى عزل روسيا وإلحاق الضرر باقتصادها.

وقال: “وقتما وأينما يحدث هذا العدوان سنفعل نفس الشيء“.

والولايات المتحدة غير ملتزمة بالدفاع عن مولدوفا لأن تلك الجمهورية السوفيتية السابقة ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي مثلما هو الحال بالنسبة أوكرانيا التي لا تمتع بعضوية الحلف.

إقرأ أيضا