رأس السنة الإيزيدية.. أتباع الديانة يحيون المناسبة بالبيض الملون وإشعال القناديل

بدءا من تلوين البيض وحتى تعليق زهور شقائق النعمان على الأبواب، بهذه الطقوس يحتفل أبناء…

بدءا من تلوين البيض وحتى تعليق زهور شقائق النعمان على الأبواب، بهذه الطقوس يحتفل أبناء الديانة الإيزيدية في العراق ببداية سنتهم الجديدة، دون وجود رقم موثق للسنة الإيزيدية، لكن اتباع الديانة العراقية القديمة يعتبرون هذا اليوم الذي يصادف الأول من “نيسان الشرقي” بداية لحياة جديدة وتكون الأرض.

ويقول عضو المجلس الروحاني الإيزيدي بهزاد سليمان سفو، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “رأس السنة الإيزيدية، هي الأول من شهر نيسان الشرقي، وهو يختلف عن شهر نيسان الميلادي، فالتقويم الشرقي يختلف عن الميلادي بـ13 يوما، وفيه يتم تلوين البيض والكتابة على أبواب الدار، إشارة الى بداية جديدة للحياة”.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد هنأ الإيزيديين بحلول المناسبة، وقرر منح منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية من أتباع الديانة عطلة رسمية.

ويضيف سفو، أن “الديانة الإيزيدية للأسف لا يوجد لديها زمن محدد للبدايات، أي أنها لا تملك تقويما لذا فهي طقوس متوارثة من الآباء والأجداد”، مبينا أنه “من ضمن طقوس رأس السنة زيارة معبد لالش وإشعال الفتائل والشموع بأعداد كبيرة جدا، كما أن هناك اختلافا بسيطا بالطقوس بين كل منطقة”.

ويشير إلى أن “هذه الطقوس (تلوين البيض) ليست فقط في العراق، بل هي موجودة لدى كل الشعوب، لكنها تنفذ بطرق مختلفة، فهي موجودة في أوروبا وآسيا الوسطى وآذربيجان ودول القوقاز وإيران وتركيا، لكن باختلافات بسيطة، وبالنسبة للعراق فنحن نعتبرها رأس السنة”.

وبحسب معتقد الايزديين يعتبر شهر نيسان من اشهر الربيع المباركة ورمزا للازدهار والتجدد، لذلك يتم الاحتفال بعيد رأس السنة في هذا الشهر، وفي ثالث أربعاء من شهر نيسان، ويعتقد الإيزيديون أن ملكة طاووس قد نزل إلى الأرض التي كانت سرابا ليحولها إلى أرض حية من ماء وتراب كما هي وينبت فيها الربيع بألوانه.

وفي هذا اليوم يذوب العالم المتجمد، وبتعبير ديني آخر بدأ الرب بخلق الكون، أي بدء بخلق الكون في يوم الجمعة وأنتهى منه في يوم الاربعاء، الذي يسمى الأربعاء الأحمر، وفقا للمعتقدات الإيزيدية.

وبحسب المتعارف بين الإيزيديين، فإن تسمية الأربعاء الأحمر الذي يصادف اليوم، تعود إلى أن الرب ضخ الدم في جسم آدم فاكتمل اللحم عليه وجرى الدم في جسده، وبعثت الحياة على كوكب الأرض، وازدهرت شقائق النعمان في صباح ذلك اليوم (الأربعاء)، لهذا يتزينون بها ويزينون منازلهم بها، ويطلق عليها اسم زهرة نيسان، وبحسب المعتقدات الإيزيدية أيضا، فإن الله انتهى من خلق الكون في الأربعاء الأول من نيسان أبريل، لذا وُصف هذا اليوم لديهم بيوم الخليقة، وتحضيراً ليوم العيد، يبدأ الرجال والنساء بعصر الزيتون في معبد لالش في سنجار قبلة الإيزيديين في صباح العيد ويشعلون 365 قنديلاً بعدد أيام السنة، مستخدمين زيت الزيتون النقي.

ويتبع الإيزيديون التقويم الشرقي لتحديد رأس السنة الإيزيدية، والذي يعتمدها الكنيسة الارثودوكيسة ويختلف عن التقويم الميلادي بـ13 يوماً.

وتعرض المكون الإيزيدي الى محاولة للإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش، عندما سيطر على قضاء سنجار في آب أغسطس 2014، وعمد الى خطف النساء والأطفال وقتل الرجال، ومن ثم لجأ الى بيع النساء الإيزيديات فيما يسمى بـ”سوق النخاسة”، حيث تعامل معهن كـ”سبايا”.

يشار الى أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، أعلن العام الماضي، وفي إحاطة له حول اجتياح داعش للعراق، إنه وجد “أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الإيزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية”، ونجح الفريق أيضا في تحديد 1444 من الجناة المحتمل تورطهم في جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الإيزيدي.

الى ذلك، يرى الناشط الإيزيدي سيدو الأحمدي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عادات الاحتفال برأس السنة، تتمثل بالزيارات الدينية وإنشاد التراتيل الدينية في المعابد، وهذا العيد مرتبط بطبيعة الحياة منذ ظهورها ولغاية اليوم”.

ويكمل حديثه، قائلا “يجري في هذا العيد أيضا تلوين البيض وتزيين البيوت بالورود من نوع شقائق النعمان، وهذا يعني أن الحياة بدأت من هذا اليوم، وهو يوم الخليقة لتكوين الأرض، والبيض يشير الى شكل الكون البيضوي، وتلوينه يشير الى الربيع، الذي يعد فصل الخير”.

ويردف أن “الأعياد الإيزيدية لم تثبت في كتب، ولا يوجد تقويم خاص بها، ولكن بحسب المتداول فإن السنة الإيزيدية هي 6760″، مضيفا أن “الإيزيديين، وبعد العودة من المزارات، يتبادلون التهاني بين الأقارب وينحرون الذبائج التي تشير الى زيادة الخير”.

ومنذ سنوات حاولت الحكومة العراقية، البدء ببرنامج لإعادة النازحين الإيزديين الى مدينة سنجار وإغلاق مخيمات النزوح، وفتحت باب العودة الطوعية، لكن المقومات والبنى التحتية لم تكن متوفرة في المدينة، خاصة بعد دخولها في الصراع الدائر بين أطراف عدة، داخلية وخارجية، إذ وقعت الحكومة الاتحادية في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، مع حكومة إقليم كردستان اتفاقا وصف بـ”التاريخي” حول سنجار، تضمن إخراج كافة الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني منه، وإخضاعه لسيطرة القوات الأمنية الاتحادية، لكن هذا الاتفاق لم يطبق على أرض الواقع بسبب فشل بغداد وأربيل في تنفيذه بذريعة التحديات التي واجهتهما على أرض الواقع.

وكان مجلس النواب قد صوت على قانون الناجيات الإيزيديات في الأول من آذار مارس 2021، وأصبح نافذا بعد مصادقة رئيس الجمهورية في الثامن من ذات الشهر، ومن المفترض أن يقدم القانون الدعم الكامل للناجيات، فضلا عن البحث عن المختطفات.

إقرأ أيضا