وجوه النساء خلال شهر رمضان المبارك

(المطعم مفتوح خلال شهر رمضان المبارك)… تلفت هذه العبارة انتباهي هذه الايام فما من مطعم في بغداد إلا ويضع هذه اللافتة على مطعمه ابتداء من (جنبر الفلافل) وانتهاء بالمطاعم الفاخرة في وسط بغداد حيث تفقد قيمتها وحضورها الذي كانت تمتع به في السنوات السابقة قبل عام 2003.

لست هنا مرجعا دينيا ولا زعيما من زعماء القاعدة ولكني اقرأ القانون الغائب وسط زحام غيابات الاشياء الاخرى في بلدي. فسابقا كان صاحب المطعم يصارع المستحيل حتى يحصل على اجازة فتح المطعم خلال شهر الصيام، اما اليوم فكأن هذه اللافتة كافية لإسكات من يعترض دينيا او اجتماعيا او حتى قانونيا.

الثيمة الاساسية هو غياب القانون رغم الإعتراضات الكثيرة اصلا عليه في هذه الفقرة، حيث يرى البعض انه تقييد للحريات واننا نعيش وسط دولة يفترض انها غير دينية او اسلامية وينتفض من يدافع عن هذه الفقرة القانونية، بان الدستور واضح جدا في ذكر فقرة ان الاسلام هو دين الدولة الرسمي وعليه يجب احترام الدستور.

وهناك طرف ثالث ربما اكثر اعتدالا حيث يرى اننا يجب ان نحترم عقائد الناس وعباداتهم وطقوسهم حتى وان كنا غير متدينين.

(المطعم مفتوح خلال شهر رمضان المبارك)… ذكرتني بوجوه النساء العراقييات خلال هذا الشهر فجزء من ملازمات هذه الفريضة ان لا تضع المرأة ادوات المكياج واصباغ التجميل على وجهها وتفاجأ في اول يوم من الشهر انك لا تعرف حتى زميلاتك في العمل.

فالزي مختلف، والأهم من ذاك ان شكل الوجه مختلف تماما حيث تسقط الاقنعة او ربما استعير عبارة تسقط الوجوه وتخرج لنا وجوه اخرى اشبه بعباس الفيترجي او كاظم ابو الباكًله.

وهذا يكشف عن الذائقة الجمالية المترهلة لدى بعض النساء وبكيفية التعامل مع اصباغ الزينة بعقلنة جمالية فائقة او بمبالغة (قروية) كما هو الحاصل غالبا، حيث ترى مكياجا يستعير وجها، لا وجها يضع مكياجا قليلا وبالتالي يكشف عن ثقافة مشوشة او ربما غائبة تماما عن كيفية كسب ود الرجل واعجابه.

شخصيا من ايام مراهقتي الى يومنا هذا، وكحالة نادرة واظنها حالة نفسية لا اعرف اسبابها، حينما أرى احمر الشفاه على وجه امرأة اصاب برغبة في التقيؤ واحاول جاهدا الابتعاد رغم اني لا انكر ان عيني دائما تحاول البحث او الالتقاط عن كل ما هو جميل، بيد أني احاول الهرب مسرعا من صورة احمر الشفاه لأي امرأة (وهذا اللون تحديدا) رغم اني اعشق اللون الاحمر وحتى لا اقع في حرج لا تحمد عقباه فيما بعد.

كنت اظن ان الخلل في ساحتي الى ان سافرت الى خارج القطر ولدولة قريبة من هنا، اكتشفت ان التخلف الجمالي عند اغلب نسائنا هو السبب حيث غابت رغبة التقيؤ تماما، وأنا أرى الاناقة الحرفية الدقيقة بالتعامل مع اصباغ الزينة (الاصلية طبعا) على وجوه النساء هناك حيث تقفز رغبة الالتهام داخل ذاتي (لمصائب الله هناك) وتنتابني رغبة حصانية وجمالية في آن واحد لهذه الثيمة الجمالية بحيث لو مر عشرون شهر رمضان فان الشكل والجمال واحد لا يتغير.

اللهم افتح بعض مطاعمنا وبعض وجوه نسائنا خلال شهر رمضان المبارك… اللهم امين.

• كاتب عراقي

إقرأ أيضا