أولويات المخاطر والتهديدات في العراق

عند الحديث عن واقع العراق المؤلم ومستقبله المرير، لا بد في التخطيط الإستراتيجي، أن يلقى على عاتق على القائد، أي قائد أو مخطط، أولا إعادة ترتيب المخاطر والتهديدات على بلده وتحديثها بصورة مستمرة، وعدم إستهلاك الجهد المادي والفكري بالجزئيات وإجترار الماضي وإشكالاته لأنها تبطء من الحركة والتقدم، فهناك دائما ضرورة في الإندفاع بقوة نحو المستقبل.

في العراق اليوم هناك تهديدان رئيسان، محلي وخارجي تتفرع عنهما تهديدات فرعية:

أولا- على المستوى الداخلي يوجد آلة تهديم وتدمير مستمرة تتمثل بنظام سياسي قائم على أساس (المحاصصة الطائفية والعنصرية)، وهذا يتطلب عمل وطني مقابل لتفكيك هذا النظام البائس الذي كرسه الإحتلال، وإعادة تركيبه على أسس جديدة من خلال عقد سياسي وطني جديد.

ثانيا- على المستوى الخارجي، خطورة موقع العراق الجيوبوليتيكي،  في وقوعه على خط تقسيم خارطة الصراع الدولي القادم بين محوري الصين وايران وروسيا من جهة والولايات المتحدة والسعودية والغرب من جهة اخرى

هذا التهديد الخارجي يتطلب عقول وطنية مركبة ومتخصصة قادرة على إستثمار مستجدات التنافس الإقليمي والدولي وتوظيفها لصالح العراق.

إن المشكلة الأخطر، إن الطبقة السياسية الحالية المتخادمة والمتحكمة بمقدرات البلاد،  وهي إحدى  إفرازات نظام المحاصصة غارقة بالفساد وغير مؤهلة كليا بل تجد نفسها غير معنية للتعامل مع التهديدات المحلية والخارجية، غاية همها امرين : كيفية البقاء في مناصبها من خلال التزوير والفساد والإفساد وزيادة ارصدتها وثرواتها في البنوك الخارجية.

مقاومة الاحتلال الامريكي بصفحته العسكرية يعد أمرا هينا وبسيطا وسبق للعراقيين ان هزموا الجيش الأمريكي 2003 – 2008، لكن الأكثر خطورة على مستقبل العراق هو مقاومة صفحات مشروعه المركبة المتمثلة بتكريس نظام المحاصصة، وصفحته الاقتصادية المتمثلة بالإستمرار بسرقة ونهب ثروات العراق وتحويله الى دولة محورية في المنطقة الى دولة هامشية في معادلة توازن القوة الاقليمية لصالح إسرائيل ودول الجوار.

أقرأ أيضا