ماذا يحدث في كردستان؟

قبل 10 سنوات كان الاقليم يزود مواطنيه بنحو 20 ساعة كهرباء في اليوم، أما اليوم فهو يزودهم بـ8 ساعات فقط، وهي لا تكاد تكفي لتسخين المياه لغسل وجوههم.

كانت الرواتب تسلم في مواعيدها، والترفيعات تأتي في مواقيتها، أما اليوم فينتظر موظفو الاقليم تسلم رواتب شهر ايلول، وبلا أمل بتسلم اي من الرواتب المتأخرة خلال الشهر الأخير من العام.

أما أوضاع التعليم فهي مهددة بالكامل:

– المدارس في نصف مناطق الاقليم ما تزال مغلقة الأبواب.

– نصف طلاب إقليم كردستان (نحو مليون طالب) محرومون من التعليم منذ أكثر من شهرين.

– مع إضراب الكوادر التعليمية (58 الف شخص) في المدارس الابتدائية والثانونية كما الجامعات عن الدوام بكامل مناطق السليمانية وحلبجة.

وتتعلق أسباب هذا الإضراب وما رافقته من احتجاجات:

– بعدم دفع رواتب ثلاثة أشهر من العام الحالي.

– ووقف الترفيعات كليا منذ 10 سنوات.

– ووقف التعيينات لأبناء العامة منذ 10 سنوات، 35 ألف محاضر متطوع بلا حقوق ينتظرون التثبيت.

فرص العمل في تراجع مقلق:

– مئات الآلاف، جلهم من الشباب، لا يجدون وظائف ولا يعثرون على اعمال دائمة وان كانت بمرتبات متدنية.

– وعشرات الآلاف يداومون لساعات طويلة بلا عقود عمل، ولا امتيازات، وبمكافآت أشبه برواتب الرعاية.

الأوضاع المعيشية والقدرة الشرائية في تراجع مستمر، مع التضخم الحاصل بفعل تراجع قيمة الدينار، ومعه تظل:

– اسعار المحروقات تظل ضعف اسعار بغداد (لتر البنزين العادي 800 دينار والمحسن 1300 دينار).

– عشرات آلاف العوائل لا تستطيع تأمين شراء برميل نفط ابيض. وفي ظل برد شتاء مطري، سعر البرميل يتجاوز 125 الف دينار لمن يملك بطاقة وقودية.

– فيما تزداد ماكنة “الضرائب والرسوم والغرامات” سرعة وضراوة.

صوت الاحتجاج على غياب العدالة والمساواة” بات مرتفعا أكثر من اي وقت مضى.

لكنه صوت غير مسموع تماما في أروقة الادارة والحكم.

ولا تجد له أثراً في كلمات القادة، ولا مهرجانات القواعد، ولا في دواوين اتخاذ القرار … ولا مؤتمرات الساسة عن البناء والحوكمة والسلم والأمن المجتمعي!

فالأمور حسب تقديراتهم بخير.

والمنصات الاعلامية الحزبية (التقليدية والسوشيالية) والتي تتناسل في عز أزمات الاقتصاد الكردية من كل زاوية، تتحدث عن الكثير من الانجازات والنجاحات وتجاوز التحديات والقضاء على مواضع الفساد. وتقول:

الأمور عال.. بل عال العال.. وبرامج الاصلاح والتطوير والبناء تمضي بدقة وفق ما مخطط.

وان كان نصف ابناء الاقليم بلا تعليم، فالمدارس والجامعات الأهلية تعمل!

وان كان نصفهم يعانون من ندرة الرعاية الصحية، فالمستشفيات والمختبرات الأهلية تستثمر!

وان كان اغلبهم قلقا على مصائر رواتبهم المتقطعة، ففي النهاية وان كان بعد أشهر سيجدون مع بغداد حلا!

وان كانت بيوت أبناء الاقليم النفطي، بلا كهرباء ولا نفط وأحيانا بلا مؤونة في شتائهم الطويل!

أقرأ أيضا