العراق السابع عربيا بـ«ختان الإناث».. فهل سيسير على خطى الصومال وجيبوتي؟

ربما تعد مسألة “ختان الإناث” غريبة على العراقيين، كونها مرتبطة بممارسة تحدث في مصر والصومال وجيبوتي وبلدان عربية أفريقية، لكن الإحصائيات الحديثة تكشف انتشارا غير مسبوق في العراق، لهذه الممارسة “اللاإنسانية” التي تندرج تحت العنف القائم على النوع الإجتماعي، وأغلب تلك الحالات تقع في مناطق بإقليم كردستان.

ويضر ختان الإناث بالفتيات والنساء على أكثر من مستوى فهي ممارسات مؤلمة تنتج عنها صدمات نفسية وجسدية وتخلف آثارا صحية فورية ودائمة، وعلى سبيل المثال، إن الأطفال الذين يولدون لنساء تعرضن للختان هم أكثر عرضة لحالات وفيات المواليد، حيث كشف تقرير “صادم” لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الخميس، عن احتلال العراق المركز السابع عربيا بختان الإناث والمرتبة 25 عالميا.

يشار إلى أن أكثر من 660 ألف أنثى عراقية تعرضت للختان حتى عام 2018، بواقع 630 ألف أنثى في كردستان، و30 ألف أنثى في الوسط والجنوب، بحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء.

إذ خضعت أكثر من 230 مليون فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، أو ما يُعرف بـ”ختان الإناث”، بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في مارس/آذار.

ويساوي ذلك زيادة قدرها 15%، أو ما يعادل خضوع 30 مليون فتاة وامرأة إضافية لهذا الإجراء، مقارنةً بالبيانات الصادرة قبل 8 أعوام.

والحصة الأكبر من هذا العبء العالمي تقع في البلدان الإفريقية، بوجود أكثر من 144 مليون حالة، تليها أكثر من 80 مليون حالة في آسيا، وأكثر من 6 ملايين حالة في الشرق الأوسط.

كما يُمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أيضًا في المجتمعات الصغيرة والمعزولة، وبين الجاليات على مستوى العالم.

ورُغم نجاة الملايين من الإناث من هذا الإجراء، إلا أنّهن يعشن مع عواقبه، حيث قد يؤدي تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إلى جانب الألم المبرح، والنزيف الحاد لأضرار جسدية ونفسية طويلة المدى، بما في ذلك العدوى، والعقم، واضطراب ما بعد الصدمة.

وأشار التقرير أيضًا إلى “مواجهة العديد من الإناث اللواتي خضعن لهذا الإجراء للمضاعفات عند الإنجاب، بما في ذلك نزيف ما بعد الولادة، والإملاص (ولادة الجنين ميتًا)، ووفاة المولود”.

ويمثل النمو السكاني السريع في البلدان التي تمارس هذا الإجراء تحديًا كبيرًا، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز جهود الوقاية لحماية العدد المتزايد من الإناث المعرضات للخطر.

بالنسبة للعراق وبحسب الانفوجراف ادناه، فقد جاء في المرتبة الـ 25 عالمياً والـ7 عربياً بعد الصومال وجيبوتي ومصر والسودان وموريتانيا واليمن، بنسبة 7%.

ويقبع قانون مناهضة العنف الأسري منذ سنوات على رفوف البرلمان العراقي ولم يتم إقراره حتى الآن، لكن القانون لم يخصص أية فقرة لحظر ختان الإناث.

يشار إلى أن برلمان كردستان أقر تجريم هذه الممارسة في المادة 6 من قانون العنف الأسري لسنة 2011، إلا أنه في مجتمع محافظ كالمجتمع الكردي كان صعبا التحدث علانية في خصوصيات المرأة وجسدها حتى أن البرلمان عندما طرح عليه قانون تجريم ختان البنات لمناقشته جرى تأجيل الموضوع عدة مرات لحساسيته، فاستمر السجال حوله من 2006 وحتى 2011، اثر ذلك كله انخفض ختان الإناث إلى النصف بحسب تقرير صدر عن اليونيسيف متناولا هذه الظاهرة بين 29 دولة تعد من أكثر البلدان ممارسا لها.

وكانت منظمة (وادي Wadi) وهي جمعية ألمانية غير حكومية، أخذت على عاتقها بث التوعية والعمل على إيقاف ختان الإناث في كردستان، وشرعت في محاولات الحصول على فتوى من دار الإفتاء بالإقليم لكنها لم تفلح.

الجدير بالذكر أن تقرير صدر عن هيومن رايتس ووتس ذكر أن ختان الإناث يمارس بشكل رئيس في كردستان العراق، حيث خصصت الأمم المتحدة منذ العام 2003 يوم 6 شباط من كل عام ليكون يوما عالميا لمناهضة ختان الإناث.

إقرأ أيضا