اللجنة المكلفة بالتحقيق في انفجار«كالسو» تفند تصريحات الفصائل: لم ينجم عن ضربة صاروخية

مع أي استهداف يطال الفصائل المسلحة في العراق، بات توجيه أصابع الاتهام نحو القوات الأمريكية مسألة معروفة، لاسيما وان الهجمات المتبادلة بين الطرفين قد اتسعت مع الحرب ضد غزة، فبعد توقف دام أكثر من شهرين، جاء الإنفجار الهائل في قاعدة كالسو شمالي بابل، ليلة الجمعة الماضية، ليثير الجدل حول الجهة المنفذة للهجوم، في ظل النفي الأمريكي والإسرائيلي للحادث.

ورغم إصرار الفصائل على أن أمريكا وراء الهجوم، إلا أن اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة معسكر كالسو، أكدت، اليوم الثلاثاء، أن الأنفجار لم ينجم عن ضربة صاروخية.

إذ ذكر بيان لخلية الإعلام الأمني، تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أنه “بناءً على أمر القائد العام للقوات المسلحة، تم تشكيل لجنة فنية عليا للتحقيق في حادث الانفجار والحريق الذي تعرض له معسكر كالسو شمال محافظة بابل في الساعة (00:40) من فجر يوم الأحد، الذي يضم مقرات وثكنات وبعض المستودعات ومشاجب الأسلحة، للدفاع والداخلية والحشد الشعبي”.

وأضاف البيان، أن “اللجنة تألفت من ضباط ومدراء باختصاصات مختلفة لصنوف (الصواريخ، المدفعية، الهندسة العسكرية، الأدلة الجنائية، الدفاع المدني بالإضافة الى ممثلين ومهندسين من قيادة الدفاع الجوي والقوة الجوية والمتفجرات والتصنيع الحربي)”.

وأشار إلى، أن “اللجنة باشرت مهامها فور تشكيلها وتواجدت ميدانياً في مكان الحادث والمناطق المحيطة به وأخذت عينات من التربة وبقايا المواد المتناثرة جراء الانفجار  ونقلت بعضها الى مختبرات  الأدلة الجنائية لغرض التحليل”.

وتابع، أنه “بعد دراسة مستفيضة ومعمقة لكافة المعطيات أصدرت اللجنة تقريرها النهائي، الذي تم عرضه وبشكل تفصيلي  على أنظار القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني وتمت المصادقة عليه بتاريخ 23 / 4/ 2024، وأدناه أهم ما ورد فيه من نتائج:

1. الانفجار أحدث حفرة كبيرة جداً وغير منتظمة الشكل في مكان الحادث الذي كان يستخدم لتخزين الأعتدة والصواريخ ومختلف المواد المتفجرة.

2. العثور على بقايا صواريخ متناثرة عدد (5) تبعد (150) متراً عن مكان الحادث، وزعانف صواريخ أخرى عدد (22) تبعد (100) متر  عن موقع الانفجار .

3. حجم الحفرة يؤكد حدوث انفجار ضخم جداً لأسلحة ومواد شديدة الانفجار كانت موجودة في المكان.

4. كافة التقارير الصادرة عن قيادة الدفاع الجوي تؤكد عدم وجود حركة لطائرات  مقاتلة أو مسيرة في عموم أجواء محافظة بابل قبل وقت الانفجار وأثنائه وبعده.

5. شدة الإنفجار وحجم المواد المتناثرة من المقذوفات والصواريخ والمواد المتفجرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون بتأثير صاروخ أو عدة صواريخ محمولة جواً (ثقل وزنها).

6. ⁠من خلال فحص (العينات الترابية من الحفرة وبعض القطع المعدنية لبقايا الصواريخ) داخل المختبرات ثبت وجود ثلاث مواد وليست مادة واحدة تستخدم في صناعة المتفجرات والصواريخ وهي TNT-نترات الأمونيا و DIBUTYLPHTHALATE وجميعها مواد شديدة الانفجار وتستخدم في صناعة الذخائر الحربية”.

وفي 17 نيسان أبريل الجاري، سمع بمحافظة بابل وأجزاء من العاصمة بغداد دويٌّ هائل لانفجار قاعدة كالسو العسكرية شمالي بابل والتي تضم مقرات للحشد الشعبي والجيش، فيما هيمن تضارب الروايات حول الانفجار، فبعد تحميل الفصائل المسلحة بالعراق، الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية وراء التفجير، رغم نفيهما القاطع، ردت خلية الإعلام الأمني، لتؤكد بأن الانفجار لم ينجم عن قصف جوي عبر طائرة مسيّرة أو مقاتلة، مشيرة الى أنه أسفر عن مقتل أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة (8) آخرين بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة”.

وتحتوي قاعدة كالسو، على مخازن لقوات الحشد الشعبي والجيش العراقي، يستقر فيها لواء 28 واللواء 17 في هيئة الحشد الشعبي وقسم من مديرية التدريب، بحسب مصادر أمنية.

ونفت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، في بيان رسمي لها فجر السبت 18 نيسان أبريل الجاري، صلتها بقصف استهدف مقرا للحشد الشعبي شمال محافظة بابل، كما استبعدت شبكة CNN الأمريكية، ضلوع إسرائيل بالضربة الجوية التي استهدفت قاعدة “كالسو” العسكرية، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن “تل أبيب ليس لها أي علاقة بالتقارير عن الانفجارات التي وقعت في العراق مساء الجمعة”.

وكانت الفصائل المسلحة في العراق، أعلنت أنها استهدفت فجر السبت 18 نيسان أبريل، بواسطة الطيران المسيّر، “هدفا حيويا في إيلات”، مؤكدة الاستمرار في المرحلة الثانية “لعمليات المقاومة”، فيما بينت أن “هذه العمليات تأتي نصرة لأهل غزة، وردا على انتهاك السيادة العراقية في استهداف معسكرات الحشد الشعبي”.

ويأتي الانفجار الذي وقع بالقرب من العاصمة بغداد بعد يوم واحد من الضربات التي استهدفت قاعدة عسكرية في أصفهان بإيران.

إقرأ أيضا