بجهود تطوعية.. «عشتار تقرأ» تجذب النساء البابليات للكتاب

للمرة الرابعة على التوالي ينجح نادي عشتار للقراءة في بابل بإقامة مهرجان نسوي للقراءة، وكذلك تنظيم قراءات شعرية وعزف موسيقي وأعمالا يدوية ومرسما للأطفال، في إحدى الحدائق العامة، بجهود وتبرعات منهن إلى جانب متطوعين آخرين، في محاولة لإظهار وجه آخر للمحافظة والمرأة والإسهام إحياء الحركة الثقافية والفنية.

ويقول عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان أحمد الشمري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن مهرجان عشتار تقرأ تميز بالتنظيم الجيد وتم توزيع ثماية آلاف كتاب مجانا تنوعت بين الاجتماع والسياسة والأدب وغيرها من العناوين، وحظي المهرجان بإقبال جيد من قبل العوائل البابلية والنساء بالتحديد، لكون فكرة المهرجان تستهدف المرأة البابلية والمهرجان انبثق عن نادي عشتار تقرأ الذي أسسته مجموعة من النساء البابليات المهتمات بالأدب والثقافة”.

ويضيف الشمري، “جمعنا الكتب عن طريق التبرع من قبل أشخاص ومكتبات والجزء الآخر تم شراءه، كما تضمن المهرجان بازارا للأعمال اليدوية ومرسم للأطفال وفقرات شعرية وعزف الموسيقى”.

ويتابع “بدأنا بالاستعداد للمهرجان قبل أشهر من قبل مجموعة شباب بابليين محبين لمدينتهم يعملون دون كلل ولا ملل ودون مقابل مادي وبعمل متواصل يوميا في الصباح حتى المساء لختم الكتب وفرزها، وليس هناك أي دعم حكومي أو أي جهات أخرى، هذا ما عملنا عليه ليكون مهرجان بابلي شبابي بعيد عن السياسة”.

وأقيم السبت الماضي، في مدينة الحلة ببابل، مهرجان عشتار تقرأ، بنسخته الرابعة، وذلك بعد أن اقيمت النسخة الأولى منه في آذار مارس 2018 على “حدائق الحرية” وسط مدينة الحلة، من قبل فريق “عشتار” المدني التطوعي في محافظة بابل بهدف إشاعة ثقافة القراءة بين الناس، وخصوصا بين شريحة النساء.

وشهد المهرجان توزيع أكثر من أربعة آلاف كتاب مجانا، وتضمن فقرات وفعاليات فنية وثقافية متعددة، حضره جمهور كبير من أهالي محافظة بابل، من المثقفين والأدباء والإعلاميين والناشطين المدنيين والمواطنين الآخرين، كبارا وشبابا، ومن كلا الجنسين.

بدوره يؤكد مدير دار ثقافة الأطفال في بابل سالم حسين، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المهرجان أقليم تحت شعار نحن أحياء وباقون وللحلم بقية، وهو ليس فقط مهرجانا لتوزيع الكتب بل هو رؤية لشباب عراقي مثقف مؤمن بالتغيير الذي لا يأتي من خلال الشعارات بل من خلال التصدي للقيم الموروثة  التي  تقلل  من دور المرأة في المشهد الثقافي”.

ويشير إلى أن “هذا الجيل مؤمن بأن التغيير لا يمكن أن يتم من دون إحداث هزة تنويرية في الوسط الثقافي تلعب فيه المرأة دورا رياديا، لذلك هكذا مهرجانات مهمة لرفع الوعي في المجتمع”.

وتحتضن المحافظة سنويا، مهرجان بابل للثقافات والفنون والإعلام، وقد أقيمت منه النسخة العاشرة في تشرين الأول أكتوبر 2023، والذي يشهد التركيز على الحراك الثقافي وتوقيع الكتب الجديدة من قبل كتابها، فضلا عن إقامة الندوات الثقافية.

من جانبه، يشرح عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان علي القبطان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “إقامة مهرجان عشتار تقرأ الموسم الرابع ضم أكثر من ثمانية آلاف كتاب في الأدب والشعر والقصة والرواية والتاريخ والسياسة والدين والتنمية البشرية والفن والكثير من الكتب القيمة، في محاولة لإعادة الناس إلى الكتب الورقية بعد ما أهملت القراءة بسبب الأجهزة الإلكترونية الموبايل وما شابه”.

ويشير إلى أن “المهرجان يحظى باهتمام جماهيري مهم وهو مرتقب من قبل الجمهور البابلي ولا يقتصر فقط أهالي المحافظة بل كان حضور كبير من المحافظات، فهو رسالة تحث وتسعى إلى تطوير دور المرأة في المجتمع وجعلها ركيزة أساسية، وكان المهرجان ينظم تحديدا وتخليدا ليوم المرأة العالمي لكنه في هذا العام تزامن مع شهر رمضان لذلك أجلنا إقامته”.

تجدر الإشارة إلى أن مكتبة الفرات وهي أول مكتبة في شارع المكتبات وسط مدينة الحلة مركز محافظة بابل، إلا أنها لم يتبقى منها سوى الاسم فقط، حيث تحولت إلى مكتبة لبيع القرطاسية المدرسية من أقلام ولوازم أخرى، وهو حال أغلب المكتبات التي فقدت روادها، وغابت عنها الإصدارات الجديدة.

من جهتها، تبين عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان الشاعرة ريام الربيعي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مهرجان عشتار تقرأ بموسمه الرابع شهد تنظيما مميزا تمثل بتقديم مختلف الفعاليات الفنية والأدبية بالإضافة إلى فعاليات تخص الأطفال الذين شكلوا حضورا جميلا في المهرجان”.

وتلفت إلى أن “المهرجان شهد حضورا جماهيريا كبيرا والذي طغى عليه الحضور النسوي باعتبار أنه مهرجان يستهدف النساء بالدرجة الأولى وأُسس لأجل تدعيم الثقافة النسوية وتقوية جذورها من خلال صناعة جيل نسوي محب للقراءة التي تعد البذرة الأهم في أي مشروع ثقافي وفكري واجتماعي وهذا ما يظهر جليا في اسم المهرجان”.

وبرزت في محافظة بابل العديد من أندية القراءة، ومنها نادي عشتار، الذي جمع الفتيات بهدف قراءة ومناقشة الكتب، حيث قامت 17 فتاة بتأسيسه وتنخرط فيه حاليا 50 فتاة، كما يضم فريق عشتار كلا من فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة بابل، وفرع دار ثقافة الأطفال في المحافظة، وشبكة “فعل” المدنية، وقرابة 15 منظمة مدنية، فضلا عن العديد من الناشطين المستقلين.

إقرأ أيضا